مصلوب على قارعة الطريق قتيلا، من دماء قلبي نما الورد إكليلا، مهاجر خذلته خطاه والسبل، شاء القدر أن يكون متاعه ثقيلا، تائه بين كل العصور أبحث عني، فما وجدتني وما وجدت البديلَ، وسحرة فرعون في كل الأزمنة، يلقون بعصاهم لمن ضل السببلا، أتى السامري يراودهم بذهبه، فأين عصا موسى وأين الإنجيلَ، هل أمسى الحلم سرابًا يخدعنا؟ بعدما كنا نستنشقه ونرتله ترتيلا، أتُراني أعود من حيث أتيت خائبًا؟ أتُراه ما زال بالفؤادِ حلمًا جميلا؟ هل تشرق شمس الحرية ذات صباح؟ لتمحو ليلًا طال أمده فأمسى طويلًا ثقيلا، هل تزورنا نسائم الفجر الوليدة، بعدما خبى الضياء متعثرًا فبدى مستحيلا، أيعود الطير مغردًا على دوحته؟ أم يعشق الغياب ويدمن الرحيلا.