تقريبا أول موضوع اكتب به بعد فترة، وهذا بسبب ما يراه بعض الكُتاب من قوة أعمالهم الأدبية والاعتراض على بعض أنواع النقد.
بالبداية يجب أن نعي أن كل نوع من أنواع الأدب له قواعده الخاصة التي تتحكم به وهي قواعد أكاديمية يتم اعتمادها عند التحكيم والطرح من قبل المتخصصين، فالأدب الشعري له قواعد تختلف عن الأدب النثري الذي يتوزع بأنواع شتى لكل منها مقام يقال فيه.
أما ما طرح اليوم على الساحة من مستجدات لفهرسة الصنوف الأدبية هي تعود وبالفعل إلى المصنف الأم والذي يجب إدراكه عند العمل وبسببه يعمل كل كاتب على تطوير أسلوبه الخاص ليستطيع ترك بصمته التي يفخر أن تظل إلى الأبد.
الرواية والقصة العربية هما أساس باللغة والسرد والتطور الطبيعي للأفكار والخيال والإبداع، يعتمد فيها الكاتب على تطوير الفكرة في أسلوب سردي لغوي خيالي متفاوت الإبداع من حيث استخدام اللغة العربية ومفرداتها.
أما ما أضيف بها من لغة عالمية فهو لمجرد التقريب بين الأجيال لتبسيط اللغة لتناسب الأدراك... وتختلف أساليب الروائيين في استخدام المتحكم من الرواة إما راوي عليم أو متعددون أو انا الراوي.
لكن هنا لا يعتمد على الحوار كقاعدة رئيسية ليكثر ويشذ العمل عن الرواية ليتجه إلى أدب المسرح والسيناريو أما لو اعتمدت الحوار فقط فهي قد تحولت إلى اسكربت إعداد حواري.
الرواية والقصة لا تعتمد على الحقائق المطلقة مثل أدب نثر المقال الذي يلتزم قواعد خاصة بعرض الحقائق.
الرواية العامية باللغة والسرد لا تصنف إلا بأسلوب الحكايات وهي غير معترف بها في التصنيف الأدبي كما لم يتم الإعتراف بأعمال الرعب في جوائز الأوسكار.
الخاطرة النثرية تعتمد على عزف الكلمات على المشاعر الإنسانية والداخلية لعرض معاناة أو فخر مع لغات السجع التي قد تقرب إلى الشعر لتظنها منه، ولكن يجب الحذر فالخواطر تعتمد أسلوب تصويري شاعري مونولوجي وليس سردي حواري فقط.
الشعر له من القواعد ما لا يفرد لغيره فلا تلاعب به ولا جدال وله من النقاد خبراء يقضون الأعوام في البحث عن بحوره وتتبع القوافي.
وهنا قبل النهاية على الكاتب أن يدرك جيدا أن الكاتب الجيد يجب أن لا يعتمد على المحاباة وجمهور يصفق بدون نقاش، لأن أبسط ما يطور من أدوات الكاتب ويجعله متفرد الأسلوب هو المناقشة مع كُتاب و نقاد يعون قيمة الأدب العربي.
كما أن هناك نقطة قد يتفق بها معي البعض أو يعترض أن أساليب اعتماد التصويت في بعض المسابقات هو يعطي الكاتب أكبر من قدرته أو يقلل من قيمته بسبب محاباة رفاقه الذين لا يوجهونه لما هو أصوب من الصائب لتطوير فكرته.
الكتابة رسالة يكون بها العمل هو دليل تتبعه الأجيال لمعرفة قيمة كل عصر أدبي و أخلاقي، فراعوا أنفسكم قبل غيركم.
ولا تطلقوا على المكتوب باللغة العامية رواية، انظروا إلى البقاء مع الفصحى فهي الأكثر انتشارا.