قررت اخيراً ان اكتب رسالة علي الواتس آب لزميلتي شاهندا وذلك بعد مئات المرات التي تراجعت فيها ..
هل تستغربون ؟!!
أنا رجل بلا ماضي !!!
ما زلتم لا تصدقونني ؟!!
حياتي مرت بأعوامها الأربعون وانا لا أفكر في الارتباط أو الزواج أو حتي الاعجاب بإحداهن.
قد يكون السبب هذا الحمل الذي تركه أبي لي من الانفاق علي أخواتي من تعليم وحتي زواجهن ورحيل امي الذي جعلني بمثابة كبير العائلة .
كنت دائماً اعتبر أخواتي بمثابة بناتي ومر العمر من أمام ناظري وانا أغلق علي قلبي ألف باب وعلي كل باب وضعت مئات الأقفال الحديد .
حتي خطفتني شاهندا فتاة في الخامسة والثلاثين من عمرها جميلة ورقيقة كالنسمة هادئة كالزهرة لا تتحدث كثيراً ولكن صوتها اذا تكلمت يمس القلب .
ظللت لمدة عام كام أطرد طيفها من مخيلتي ولكن للأسف كانت تحتل كل يوم جزءاً اكبر من عقلي وقلبي .
الحمد لله تزوجت كل اخواتي والآن فقط استطيع الزواج فبيت أهلي أصبح جاهز للزواج بعد ان قمت بتصيلحه ودهانه وشراء بعض الاثاث الانيق وهناك ايضاً بعض المال إدخرته لشبكة بسيطة لعروسي الغالية .
ارسلت لها رسالة : صباح الخير أنسة شاهندا .
كانت ظاهرة عندي أنها أون لاين ولكنها لم ترد إلا بعد مرور خمس دقائق !!!
-شاهندا : أهلا استاذ رامي .
-أنا : أنا حبيت اتطمن عليكي .
-شاهندا : انا كويسة .. خير ؟!
-انا : ولا اي حاجة حبيت اتطمن عليكي واستأذنك عايز اتشرف بمقابلة الحاج .
-شاهندا : حاج مين ؟!!!
-أنا : الحاج باباكي .
-شاهندا : ليه ؟!!!
صمتت ...ماذا أقول ؟!! كان المفروض ان أسألها اولاً : ما رأيك في ؟!! ولكني كنت دائماً أتلعثم عندما أراها ...
-أنا : أصلي نويت اكمل نص ديني .
-شاهندا : وبابا ماله ؟!!
-أنا : ماهو أنا بعد إذنك عايز أتقدملك .
------ فترة صمت تعدت عشر دقائق .....
أين ذهبت شاهندا هي ما زالت أون لاين ولكنها لا ترد ....
لعلها مكسوفة او محرجة أو.... رافضة
وفجأة عادت تكتب
-شاهندا : أنا مرتبطة يا استاذ رامي وقريبا هنتخطب .. عقبالك
المفروض أن اقول ألف مبروك واتمني لها كل خير ...ولكني لم أكتب شيئاً لعل المفاجأة ألجمتني او لعلني لم أستوعب أنها رفضتني ....
ظللت صامتاً لمدة خمس دقائق ثم قلت : ربنا يوفقك ..
لم اعلم لماذا قلبي ألمني احسست بغصة في حلقي وان شيئا يطبق علي نفسي ....
عدت إلي بيتي وأنا حزين لآني أعلم ان شاهندا أصلا لم ترتبط وان رفضها كان لمجرد أنني لم ارتبط بفتاة من قبل ولا احفظ إسطوانات الشباب ولم اخطط في يوم للإيقاع بإمرأة ولم يكن لدي ابداً مغامرات مع إحداهن فأنا مثل الأرض البكر ...
لم ألومها ولكني يومها اغلقت قلبي للابد ...
وكلما سألني أحدهم : متي ستتزوج ؟!!
كنت أرد : حين أجد إمراة تعرف أن الرجولة لا يقاس بعدد القصص التي مرت بحياتنا والمغامرات التي دخلناها ... ولكن بغيابها أحياناً.