يوم عادي في حياتي لا جديد سوي ذلك المدعو ثروت الذي يلاحقني للزواج قام اليوم بإفتعال حديث مع إبنتي ماريهان إبنة السابعة أعوام بعد أن القي نكتة بايخة جداً..
حاولت التنصل من الحديث معه بأن مثلت أني أتحدث مع زميلتي في العمل ولكنه ظل يلوح لي وكأني لا أراه .
والحقيقة اني فعلا لم أكن أراه فهو في وادي وانا في وادي مختلف ....
افتقدت في حياتي الاهتمام فلا أب أو أم او اقارب يهتمون بي فبعد طلاق ابي وامي وزواج كلا منهما وانا مثل قطط الشوارع أترحل من بيت لبيت .
دعوني احكي قصتي وإغترابي عن نفسي وإحساسي بالضياع اول بيت دخلته كان بيت جدتي كنت ابلغ من العمر ما يقارب خمسة أعوام وعندما احست ان المرض تمكن من جسدها ذهبت لخالتي التي تململت من وجودي هذا بدون ذكر ضرب زوج خالتي لي علي اتفه سبب.
ذهبت بعدها لعمتي التي رفضت وجودي وبررت اني فتاة وسوف اكبر وهي لديها طفلين ذكور وهذا لا يصح .
ثم ذهبت لعمي وأه مما حدث لي عنده فزوجته كانت تجعلني أعمل في بيته وكاني خادمة وعندما يحضر كانت تجعلني اجلس وترفض حتي أن احمل طبقي عندما نأكل .
كان يصدقها ويكذبني عندما اشتكي من التعب من خدمتهم ويقول اني مدللة وطماعة وكذوبة.
أخر ترحالي كان مدرسة داخلية يدفع مصروفاتها أبي علي مضض حتي لا اذهب إليه حتي في الاجازات.
كبرت ودخلت الجامعة وبحثت عن بيت للطالبات المغتربات وعملت إلي جانب دراستي ووفقني الله في الأثنين وكدت اطير من السعادة عندما طلب مني المدير ان اتعرف بإبنه بهاء الذي تعلم خارج مصر .
يومها ذهبت لابي الذي رفض ان يصرف مليم علي زواجي !!!! ولكن والد زوجي واحمد الله علي كرمه تكفل بكل شئ وجاء أبي ليكون ولي فقط علي الورق عندما تزوجت .
يومها احسست أني سوف أطير من السعادة وتعرفت عليه واحسست انه رجل المستحيل .. نعم رجلاً يفعل كل شئ بذوق وأدب وإحترام هذا إلي جانب وسامته الشديدة ..
صدقوني لم أفكر في يوم انني من الممكن أن أتزوج واحداً مثله .
ووهبني ربي بماريهان ثم بأحمد وكأني ملكت العالم زوج محب وطفلان أكثر من رائعان حتي بلغ أحمد إبني من العمر ثلاثة أعوام وللأسف حدثت حادثة توفي فيها زوجي وإبني ...
وأحسست اني عدت لبداية الطريق وعملت بكد مع والد زوجي وسكنت معه حتي لا يفتقد إبنه الغالي وحتي تعيش ماريهان في مناخ صحي ودود .
وها انا في مكتبي بعد أن حاول ثروت زميلي أن يتودد إلي ويغتنم فرصةان يضع يده علي مالي وعملي وحياتي .
قالت لي دعاء صديقتي : انتي ترفضين بلا مبرر ثروت يحبك .
قلت لها : لا إنه يحب مالي وشباب فقط !!
قررت أن أضع خطة لكي أقطع الشك باليقين بعد الاتفاق مع والد زوجي الراحل وأعلنت في الشركة أننا خسرنا أسهمنا بسبب البورصة وان هناك مشاكل في اكثر من مكان والديون تتضاعف علينا .
طلب مني ثروت ان نتقابل بعد العمل ووافقت وركبت معه سيارته وبعد ان جلسنا في المطعم ووضع النادل الطعام . قال لي انه يريد أن يتزوجني وأنه سوف يجعلني أكمل عملي ولكن علي ان اجعله هو المدير والمتصرف في كل شئ!!
وطلب أيضاً ان أكف يد والد زوجي الراحل عنه في الشركة لأنه لا يريد مشاكل والافضل أن نشتري منه الشركة ويمكننا أن نقنعه أن يكتب نصيبه لإبنتي مريهان !!!
كنت أستمع بدون ان أنبث بصوت وانا في الحقيقة لم أكن مصدومة لأني أعلم أنه ثعلب مكير.
ظل يتحدث عن أحلامه واننا بعد بعض الوقت يمكن أن نصفي عملنا ونسافر للخارج و.........
لم أعد أسمع ما يقول والحقيقة أنني كنت متوقعة كل هذا وأكثر ...
ولكنه استطرد قائلاً : لابد ان تكتبي بإسمي كل شئ حتي أكون قادراً علي محاربة العالم من اجلك !!!
وجاء النادل يحمل الشيك فإذا بثروت يقول لي : سوف أدفع النصف فقط لآننا اكلنا سوياً ... انا رجل عادل ..
صمتت ودفعت المطلوب مني وعندما خرجنا اراد توصيلي ولكنه قال الآن لابد أن تدفعي ثمن البنزين فالحياة مشاركة ...
نظرت له مبتسمة وقولت : ثروت .. أنت مفصول ...








































