ساذجٌ أنت حد الوله... إن ظننت أن نوبات غيابك عني تردني إليك تلك الطفلة التي صادفتها يومًا في بستان الغرام.
ما عُدتُ طفلة تنسج أحلامها على جدران أيامك، تلهو وسط ساحات قلبك، تُنادي شمس عينيك من خلف تلك الربوة؛ فتشرق في أيامي.. صقلني حبك يا سيدي، أخرجني إلى مُعترك الحياة تلك الأنثى التي صنعتها يداك، لمستني قطرات الندى تخرج من بين شفتيك؛ فتُحييني، رافقتني نبضات قلبك ترتحل معي وسط أحلام الصبا، تُحيلني امرأة.. أنت من أوجدتها، أنت من أشرفت على بُنيانها، شيدت شوارعها وأقمت مبانيها، أنت من صنعت قوتها.. واحتللت نقاط الضعف فيها.
أمرتني بأن أُزهر؛ فأزهرتْ، علمتني بأن النور حياة.. فأنرتْ.
ثم ها أنت تريدني طفلة تعود أدراجها، تعدو خلف الفراشات، تُصاحب هاتيك الوشوشات، تحلم بامتلاك تلك النجمات، تجدل ضفائرها بخيوطٍ أحلام من نسج يديك.
ألم أخبرك في بداية القول بأنك ساذجٌ..
ساذجٌ حد الوله.