وقبل أناتِ دقائقِ حُلمنا الأخير، غافلتكَ أنا، انتزعت قبسًا من شذا أنفاسكَ واختزنته معي ها هنا.. في زجاجة عطر.
عفوًا... لن يمكنكَ اتهامي بجناية سطو؛ ففي فقه المحبين لا تُعد فعلتي جُرمًا، وفي قاعات محاكم الهوى لن يكون نبض قلبي مُدانًا، سيطلق قاضي الغرام سراح قلبي دونما استماعٍ لممثل ادعاء نيابة جرائم العشق.
أراكَ تبتسم بسخرية عاشقٍ ماكرٍ، وكأنك تقول لي.."أنا لها."
حسنًا... هلّا أعرتني عين قلبك لهنيهة شوق، لنتجه سويًا إلى ذاك الصرح... 👈🏻 "دار تشريعات الهوى" لنصعد سلم العودة هناك... ثالث حجرة آخر رواق اللهفة، ها نحن قد اقتربنا، هلّا تناولت ذاك المجلد الحالمة ألوانه. فلتنتبه...!! وتناوله بحرص؛ فكم من قلوب تحويها أسطر صفحاته..!!
لندخل معًا عالم نصوصه الخاص:
_ المادة الأولى تنص على أنه يحق لي استرداد أنفاسك في حالة التمرد...
نعم، فأنفاسكَ ملكٌ لي أنا... وهل يُحاكم المرء على استرداد أملاكه الخاصة!!؟
أعلمتَ الآن لمَ لن أُدان؟؟؟
أراكَ تتساءل في عَجب... لمَ أقرأ نصوصه بصيغة ضمير المتكلم؟
ألم أخبركَ من قبل؟
عذرًا... لعلي نسيت، فجميع كتب تشريعات فقه الهوى أنا مَن قمتُ بتدقيقها لغويًا وتنسيق موادها؛ استنادًا إلى نبض قلبي الواله.
أرأيت...!! بنَص عشقٍ واحدٍ حوَل همس قلبي دليل الإدانة إلى دليل براءة....
نعم، ماكرةٌ أنا. ولكن إياك أن تنكر أنه مكرٌ مشروعٌ، ومصرحٌ به في دنيا الغرام..
ها قد أشرقت ضحكاتك على نهر عمري الآن...
رفعت الجلسة قبل انعقادها؛ لانتفاء وجود دليل الاتهام.






































