ها أنا أعود من جديد لأقص عليكم ما استجد من أحداث قد فوتموها، أرجو أن تكونوا جميعًا ها هنا في الانتطار..
أين توقفنا يا ترى في المرة السابقة؟ هلا ذكرني أحدكم بالأمر!! حسنًا حسنًا.. لقد تذكرت، عندما حاولت زوجة أبي قتلي للمرة الثانية على التوالي، ألا تبًا لها من حاقدة، أسمع بعض اللعنات تنطلق من هناك لتطالها حيثما توجد، أتفق معكم تمامًا ولكن أستحميكم عذرًا بأن تخفضوا أصواتكم قليلًا، فها هو فارس الأحلام قادم من بعيد فوق صهوة حصانه المطهم.. لا أريده أن يشعر بوجودكم فيخجل.. أسمعتم؟ إنه يدق الباب بلهفةٍ منغمة، ولكن فلتحذروا أولًا فبإمكاني الاستماع لدبيب أفكاركم وأنتم ترددون ذاك السؤال الساذج "وكيف علمت تلك الحدأة الملطخة بالأصباغ أن دقاته لهفى، بل ومنغمة أيضًا؟" عجبًا لكم..!! ألا تستطيعون تميز أنماط الطَّرقات؟.. يا لكم من حمقى!! دعونا من فحيح همساتكم الآن ولنستقبله بما يتناسب مع رقة قلبه.. لنفسح له مجالًا هناك قرب الشرفة.. كم أحب جلسته تحتها بينما تداعب نسائم الهواء خصلات شعره، إنه يبتسم لي ملء قلبه، يا الله.. كم هو رقيق وسيم حالم!! ولكن.. ها أنتم قد شغلتموني بأحاديثكم التي لا تتوقف أبدا، فلم أقدم له واجب الضيافة بعد.. ليساعدني أحدكم بدلًا من هذه الثرثرة التي لن تنتهي أبد الدهر.. هل ترون هذي السلة هناك؟ نعم.. تلك التي تحوي بضع تفاحات يانعة.. مؤكد أنه يحب تناول التفاح.. ومن ذا الذي لا يفعل؟
حسنًا حبيبي.. هاك قطعة من قلبي يا نبض قلبي.. يا الله مالكم ترتجفون هكذا وكأن أمرًا جللا قد حدث..؟ كل ما في الأمر أنه قد سقط مغشيًا عليه.. ماذا؟ تتساءلون عم جرى..
لم يحدث ما يستدعي كل هذا الجزع في واقع الأمر، اللهم سوى أنه قد تناول تلك التفاحة المسمومة التي حاولت زوجة أبي قتلي باستخدامها.. لا تنظرون إلي هكذا بالله عليكم وكأنكم تتهمونني بمحاولة قتله، كل ما في الأمر أنني قد قررت تغير مسار الحكاية المعهودة..
أظنكم قد خمنتم من أنا؟؟
مميزون أنتم كما توقعت.. فأنا نسخة بيضاء الثلج الجديدة لهذا الزمان، أحدثكم بينما أسرع الخطى مبتعدة عن مسرح الأحداث، لن أعود لأمنحه قبلة الحياة إن كنتم تتوقعون ذلك.. فنحن لسنا بصدد قصة خيالية كما تلاحظون..
دعوا بيضاء ثلوجكم الرمادية تجرب حظها بعيدًا عن كل أمرائها الخيالين لبعض الوقت؛ علها تظفر بخاتمة مبتكرة..
حتى أعود لكم من جديد.. فكروا في وجهة نظري هذه..
ماذا لو تبادلنا الأدوار في لعبة الحياة لبعض من الوقت؟