ثمة رسائل تمر بنا مرور الكرام، وبعضها تعبرنا بأبجديةٍ صارخةٍ، تستوقفنا نداءاتها؛ فنستدير.. تستجدينا وقع شهقات الحنين الراجف بين الأسطر؛ فنعدو نحوها كطفلٍ جائعٍ منذ دهورٍ فاجأه بائع حلوى على الطريق، طفلٌ اعتادت ذاكرة روحه قرصات الجوع؛ فصارا رفيقي درب، حد أنه.. نسي كيف يأكل.
هكذا كانت رسالتك الأخيرة يا صاح:
حفنةُ دولارات وضعوها بيد فقيرٍ زاهدٍ..
شمسٌ حمئةٌ في يومٍ ماطر..
حبة تمرٍ أعطيتنيها بنهار رمضان؛ فعافتها نفسي..
وقلبي صائمٌ لا يرجو قدوم العيد.