ها قد مرت سنتان بالتمام والاكتمال..
خطوتُ خلالها على دَرج التعافي بخطواتٍ وئيدة.. ولكنها راسخة.
وطّْنتُ نفسي على ذلك، فلم أحاول اجترار الذكريات، ولم أسع خلف أذيالها. ربطتُ على قلبي بحبائلٍ من صَّدٍ غمرتَني بين ضفتيه لليالٍ صارخات، أطعمتُ شوقي لك مُر قسوتك، سقيته قيح غرورك، علمته أن يقتات على التجلد، وأن يلتحف بالصمت. صَمَتُّ عن نداءات خيالاتك، عن ضي طيفك تلاحقني همساته عبر أصداء المدى، صممتُ عينيّ دونك، وأعميتُ أذنيّ عنك، لم تعد حواسي تمتزج معًا حينما تهيم روحي في حضرتك.
اتبعت وصفة الإرشادات كاملةً غير منقوصة. فكففتُ نفسي عن تعاطيك ليل نهار، وامتنعتُ عن احتساء خمر عشقك، حتى اعتاد حنيني إليك الصوم.. وغدا مُعافًا، متعافيًا.
وها أنا ذا أمامك الآن.. يخبرك كبريائي أني ارتقيتُ سلم النسيان في شمم؛ حتى بلغتُ قمته.
........... ............ ............
وها قد مرت سنتان بالتمام والاكتمال..
تمام الوجع، واكتمال الفقد، أو ربما.. هو اكتمال الاشتياق.
نعم..
ما زلتُ أشتاقك أنا.
نقطة.
ثم كيف حالك في البعد..؟ ❤