عزيزي الأسمــر...
أنتَ لم تُجرِب بَعد وحشة الفجر بعد ليلةٍ مَليئة بقصف الذكريات، أيُّها الأسمر اللامنسي.. نعم رَحلت لكِنَّك لم تُغادرني، ثَـمَّة حُبٍ لا شِفاء مِنه، حُبّ يُعيدني لأسرِ الانتظار.
أسهـر أنصب خيمة الشوق علىٰ حافة الذاكِرة.. أستحضِرك كـمَن يستحضر الأموات مِن القبور، أيَّة قوةٍ تقذفني نَحوَك.. لا أدري!
رَحيلَك يُصَدِّعُ داخِلي.. تدوي أصداؤه في أعماقي، ومخالِب الذكريات تُقَطِّع لحم ذاكرتي، آهٍ.. بيننا ليلٌ طويل مِن الفراق، أشباحٌ مِن الألم تُحيط بِـقلبي.
في وحشةِ الليل يقرع حنيني إليكَ طبوله، ويعزف قلبي مقطوعة من الأنين، وتَحتَلني أنتَ وتفاصيلك.
في وَحشةِ الليل حُبّك يتناثر.. يتكاثر.. يُعَربِد بِـداخلي ويُصدّعني، أعضاء جَسدي تنزفك.. تنزف الحُزن، الألم والحنين.
في وَحشةِ الليل أعود للنوم.. إلىٰ أحلامي وكوابيسي وهواجسي بِك.. تدفعني إلىٰ مُحيطات العذاب، تقذفني موجات رسائِلك القديمة في صندوقي الخَزفي إلىٰ ضِفة الحروب والمذابِح الّتي أقامتها الذِكريات بِـداخِل ذاكرتي.
عزيزي الأسمـر.. لقد هَرِمت في سُبُل البحث عَنك..!