عزيزي الأسمــر...
الثاني والعشرون مِن تموز...
علىٰ رصيف الزمن أجلس؛ مُراقبةً وجوه المارَّة.. تمرُّ بي وجوه كثيرة للخوَنة والنُبلاء.. أبحث عنك فلا أجِدك، وحين تدق ساعة الميدان السابعة أُعِلن عدم انتمائي لأيّ أرضٍ لستَ بِها، أرحل مِن ميدانٍ إلىٰ ميدان أتسول البحث عنك، وأعود آخر الليل بجوعي وأنا أعلم أنَّه لن يُشبعني سِوىٰ اللقاء.
في الثانية صباحًا أعودُ لسريري أحدق بالساعة الرمليّة؛ في انتظار لحظة يقودني جلّاد الحنين إلىٰ مِقصلة الذكريات.
هُنا في ذاكرتي بُقع صغيرة وكبيرة مِن الذكريات تُلطِخ الأرض والدهاليز والأزقة، تلتصق بِـرسائلي وورقي، تلتصق بواقعي المُؤجَج بالسواد، وتلتَصِق بأنفاسي أيضًا.
كُلُّ يومٍ في السادسة صباحًا.. أسير بين الحانات في نهارٍ غائم تشوبه سِحاب طيفك، أسير هائمة.. تتكاثر الذكريات داخِل رأسي، أُحملِق في الوجوه مِن حَولي والألم يقضِم قلبي، أيُّ طريقٍ أسلُك للبحثِ عَنكْ لا أدري!
وفوق سَفحِ بُركان الذاكرة أنصُب خِيامي، لآنس بِكْ، لا أعلم متىٰ سنتلتقي.. رُبّما في زمنٍ آخر أو في مدينة أخرىٰ، لكِنَّني علىٰ يقينٍ أنَّنا سنلتقي مُجدّدًا.