عزيزي الأسمــر...
موجِعٌ عِندما أتذكرَك ولا أُبالي، عبثًا أُحاوِل لَملمة ملامِح وجهَك في ذاكرتي وأُعيد لصقها مِن جديد، فيستحيل داخلي ثَلج.
غريب! أتأمَل ملامِحَك دون أن ينبُض قلبي، أراك ولا تَسري بِداخِلي تِلك القشعريرة الشَرِسة الّتي اعتدت أن تهِز أرجاء جَسدي كُلّما رأيتَك.
عشرة أعوامٍ مِن القسوة استحال قلبي النابِض الحار إلىٰ كومَة مِن الصقيع، للمَرّة الأولىٰ مُنذُ زمن طويل أحِس بلذة الانتصار، لقد انتصرت علىٰ ذاتي وتنازلت عن رَغبتي بِك الّتي كان تقطنني.
بعد أعوامٍ مِن العذاب استطاع العجز عن تذكر تفاصِلَك أن يُصيب ذاكرتي، كم بكيت مِن قبل، وكم نزفت الشوق علىٰ أعتابَك ولم تُبالِ، واليوم وبعد كُلّ المعاناة الّتي عِشتها أشعُر أنَّني شُفيت مِن إصابتي بمرض الاعتياد علىٰ كَونَك مَعي، أشعُر أنَّني شُفيت نهائيًا مِن مَرض كان يقطنني اسمه حُبَّك.
وداعًا.