عزيزتي السمراء...
الثالث مِن آب...
أسير على الشاطئ عاري القدمين، تتدفَق مِن رأسي الذكريات، أتأمل صورتِك علىٰ صفحةِ الماء وأسمع هديل صوتِك في موجات البحر، داخلي رَغبة في قولِ الحقيقة.. حقيقة أنَّني حقًا أشتاقُ إليكِ.
عزيزتي.. علىٰ الرِمال.. أتأملُ اسمِك وأُعيد كِتابته عِدة مرّات.. تمنيتُ لو كُنتِ معي، نسيرُ جنبًا إلىٰ جنب، ننسج الأحلام ونُعيد ترميم دواخِلنا.
أجلس لأتصفح الإنترنت وأتسللُ إلىٰ حِسابِك الشخصيّ.. أتأملُ صورِك ويُدهشني أنَّكِ تستطيعين الضَحِك هكذا رغم الكم الهائل مِن الحُزنِ في أعماقِك.. لو تعرفين!
لو تعرفين كم أشتاق، كيف أنجو مِن الموت كُلَّ ليلةٍ بعد الغَرق في ذِكرياتِك، كيف أطلُ كُلّ صباحٍ بعد ليالٍ مليئةً بالخيبة والجرح، أطِلُ بعد حروبٍ شنتها عليَّ ذاكرتي.. مُصابٌ بنوبة لعينة مِن الألم لم أنَم علىٰ آثارها منذُ غاب وجهِك عَني!
لو تَعرفين كم أتأوه، يقتُلني شعوري بالذنبِ تِجاهِك!
أعلم مدىٰ قسوتي.. إهمالي لتفاصيلِك.. قتلي لبرائتِك دونما شفقة ولا أملُك إلَّا أن أكتُب إليكِ لأقول...
لقد استطاعتِ أن تأسريني طوال الستة والثلاثون شهرًا الماضية، أعترفُ بأنَّكِ تسكُنين أعماقي طوال الثلاث سنوات الماضية، تُرافقني كرهيَتِك لي!
أعود لأكتُب إليكِ.. إليكِ أنت، أبوح بشوقي، لقد أنهكني الألم في دروب حنيني لكِ.