في إحدىٰ الجلسات طرحت سؤالًا علىٰ صديقاتي: «متىٰ يسقط الرجل مِن نظر أنثىٰ تُحبِّه بالنسبة لكُنَّ؟»
أجابت إحداهن قائلةً: عندما يخون.
ثمَّة وجيعة تُصيب المرأة حين تُخان لا تستطيع نِسيانها؛ حين تهوىٰ كرامتها مُرتطمةً بالأرض، وتُصاب أنوثتها في مقتل، ويذبحها الشعور بعدم الاكتفاء.. مِن بعدها لن تراه ولو أتىٰ إليها حاملًا بين كفيهِ الدُنيا بما فيها.
وأخرىٰ: حينما لا يستطيع فهم مشاعري ولا سماع صمتي.
ألّا يرىٰ انطفائي، ولا يشعُر بألم جروحي المُخفاة.
أن يُناقشني في عواطفي ويُقابلها بالمنطق، أن يكون لوَّامًا، عيناه مصيدة للأخطاء فقط.
أن أضطر للتبرير أمامه، ويأتي الوقت وأخاف أن أُعرِّي له عيوبي.
أن أشعُر بالوحدة في وجوده، بالوحشة وأنا بجانبه، وبالغُربة في بيته.
كُلُّها أشياء تقتل الرجل في عين الأُنثىٰ.
أمَّا أنا فقلت: حينما لا يُمكنه حمايتي، أن أضطر وأنا في كنفهِ أن يعلو صوتي؛ بحثًا عن حقي.
أن أقف بمفردي أمام الجموع، وأواجه الحشود وحدي.
فوالله لا تعوذ المرأة فينا مِن الرجلِ إلّا الشعور بالأمان؛ أن تأمن في حضرتهِ، يُزمّلها ويَدفع عنها أذىٰ الدنيا، ويكون لها جيشًا تحتمي بِه.
أن تشعُر أنَّها في مأمن ولو حاربها العالم أجمع، ولا يجرؤ أحد في وجوده أن ينظر إليها بعين تُقلِّل مِن شأنها، أو ينطق بكلمة تجرحها.
أن تنام مُطمئنة القلب، لا تتقاذفها المخاوف طالما هو معها، ويكون لها حِصنًّا منيعًا أمام الكون بأكمله.
الأمانٌ فقط هو ما يُشعِرها أنَّها مرئيَّة حتَّىٰ في أوج عتمتها، ومسموعة في لُججِ صمتها، ومحمية في أعز أوقات ضعفها.