علىٰ قارعة الورق.. أكُتب، ثمة عُمر مضىٰ لا أعلم كيف! قضيته كامِلًا أتأوه في قعرِ الوجع.. أنى لي أن أواسي نفسي وقد بلغ الأسى مبلغ اليأس عندي! وهل يطيق القلب الصبر بعد كل هذه المعاناة؟.
رحلوا يا أميرة.. رحلوا وما تركوا لكِ سوىٰ نيران الذكرى تستعِر في قلبِك، تركوكِ قتيلة تنزف الذكريات مِن أطرافِك علىٰ قارعة الذاكرة، حاولت البوح بِما يواريه قلبي، حقيقةً ما خطرني البوح لمرَّة فقط.. علىٰ أبوابِ الجميع وقفت أحاول فك لجمة لساني لكن لم أنجح.. والحمد لله علىٰ ذاك الفشل، ما الّذي حدث جعلني كنتُ سأخون صمتي في غفلةٍ مِن الوجع، وأنا الّتي اعتنقت الصمت شريعة! حَرَّمتُ البَوح علىٰ نفسي حتّىٰ أرهقني الكِتمان، ورغم كُلّ هذا الألم أبت روحي أن تحيا كَسيرة الجناح رَهينة الحُزن والجِراح.
"حين يختارون الغِياب عليكَ أن تختار أن تكون قوّيًا بِدونهم"
كثيرًا ما سمعت وردَّدت داخلي تلك العبارة حتَّىٰ رسخت بمرور الوقت في قلبي لا ذهني فقط، أنا الّتي اعتدت القوَّة رغم ما فعلته الأيام بقلبي، أيُبكيني وجع وأنا الّتي اعتادت أنْ تحمِل غصاتها وتمضي عابرة علىٰ جسور جِراحها المُلتهِبة عارية القدمين؛ هاربةً مِن سطو الماضي.. تنزف مِن أطرافها كِبرياء؟ أنا الّتي تأبى البوح رغم امتلاء جسدها بندوب الذكريات، نعم أتألم.. لكِن البوح وسيلة الضعفاء، أمَّا فتاة مِثلي.. أكلت مِن قلبها ذِئاب الحزن، وتناثرت قطعًا علىٰ عقارب الزمن فـ لا، ثمَّة هزائِم لو بُوحنا بِها لقتلتنا نبرات أصواتنا الهزيلة وهي تحكي، ثمَّة أوجاع في دفنها حياة، وثَمَّة أشخاص لا يستحقون سِوىٰ النسيان.