٢_ يا خير من جاد الوجود به علينا
أيا رحمة وسعت بك الأراضين
ناديت ربك مشفقٌ : أمتي أمتي
بشفاعة مٌهداه إلى العالمين
ارسلك ربي لكي تضيء سبيلنا
وحاباك بالذكر ليوم الدين
واهداك من طيب الخِصال محاسن
فكنت محمود وأحمد صادق وأمين
صلى عليك الله في عليائه
وملائك الرحمن والأشجار والأطيار
وكل من شهد الشهادة قالها
ألف صلاة وسلام
على خير البرايا
وخاتم المرسلين
******************
كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي خوفًا عليهم من أمراض الحضر حتى تشتد أعصابهم، وليتقنوا اللسان العربي في مهدهم .
وعندما عٌرِض النبي عليهن، أبين كلهن أن يرضعنه لأجل يتمه، فكل المرضعات يبحثن عن الأٌسر الغنية التي لم تفقد عائلها "والد رضيعهم" الذي حتمًا سيهتم بإبنه ويغدق عليهم بالعطاء فلماذا تفكر احداهن في ارضاع هذا اليتيم المسكين؟
فكان #موقف حليمة بنت أبي ذويب التي لم تجد رضيعًا سواه فقبلت العطية ورضيت الجزاء بكل قبولٍ ورضا، و بصدر رحب فأغدق الله عليها من كرمه الواسع الذي لا ينقطع .
كان معها أتان وهي دابة ضعيفة هزيلة بطيئة المشي، وناقة لا تدر بقطرة لبن، ولها ابن رضيع لا يكف عن البكاء والصراخ ليلًا من شدة الجوع، ولكن عندما وضعت حبيبنا المصطفى بين يديها واقترب من قلبها إلا وأقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب معه ابنها الصغير وانهمر عطاء الله، فصب عليها الخير صبًا صبًا حين وجدت ناقتها حافلة باللبن فشربت هي وزوجها وقضيا ليلتهما في هناء وراحة واطمئنان، أما في الصباح وعندما قررت الرحيل إلى ديارها وفي أحضانها نبينا المختار، سبقت دابتها الضعيفة كل دواب المرضعات إلى دارها كما سبقها الخير والبركة والرحمات هناك انتظارًا لهلال المصطفى على المكان .
صلوا عليه