ليته يعلم…
كم من ليلٍ سُرِقَ فيه نومي لأن قلبي يفتقده،
كم من لحظة صمتٍ خُنقت فيها الكلمات على أعتاب الذكرى،
ليته يعلم أني كبرتُ ولم أكبر…
ما زلتُ تلك الطفلة التي كانت تختبئ خلف ظهره،
وتحتمي بابتسامته، وتستمد قوتها من نظرة عينيه.
ليته يعلم…
أن كل فرحةٍ ناقصةٌ من دونه،
أن فستان عرسي ما كان أبيضًا تمامًا،
لأن ظلّ غيابه كان فيه رمادًا…
تمنيت أن يزفّني بيده،
أن يبارك لي يومي، ويشعل نور بيتي بصوته ورضاه.
ليته يعلم…
أن أول حفيدة له جاءت تبحث عن يديه،
عن حنان لم تعرفه، لكنها ورثت الشوق إليه.
وأن كل مرةٍ احتجت فيها سندًا،
تمنيت صوته يربت على قلبي،
ونظرته تخبرني أن كل شيء سيكون بخير.
ليته يعلم…
أن أمي لم تشكُ، لكنها انكسرَت بصمت،
حملت الأثقال وحدها،
ومشت طريقًا طويلًا بلا رفيق،
كنت أراها تذبل كل يوم،
لكنها صمدت من أجلنا، من أجله.
ليته يعلم…
أنني لا أزال أناجيه في الدعاء،
أرسل له رسائل من دمعي،
أحدثه كلما اشتدت عليَّ الحياة،
وأرجو الله أن يصله حنيني، كما يصل إليه صدقي ووفائي.
ليته يعلم…
أنني كنت وما زلت فخورة به،
وأن غيابه لم يطفئ نوره في قلبي،
بل أشعل شوقًا لا يخبو،
وحبًا لا ينتهي،
وحنينًا... لا يُشفى.








































