سوف أشتكي وأبوح لربي
حتماً سينصفني، فهو حسبي
ما ذنبنا أنّنا أطفالٌ فلسطينيون؟!
حُرمنا الوطنَ وأجملَ السنون
جعلونا أشلاءا وطعاماً للكلاب
أجساد ترامتْ في كلِّ الشعاب
صوتنا يختنقُ في أحشاءِ الأحشاء
والنبضُ يقاومُ ليبقى قيدِ البقاء
وأدوا الأحلامَ بين مقابرِ الشهداء
جعلونا أرقاماً بلا هويةٍ ولا أسماء
سنحيا وإن كسروا كل الأضلع
ونسقي زهور الربيع بالأدمع
سنمضي إلى الحلم رغم الدمار
ونوقد نار الصمود رغم الحصار
فيا ظالمًا قد تمادى الأذى
رويدك، فالليل يمضي سُدى
وفي المهجة غضبٌ لا يلين
يزلزل أرضك صبحًا غدا
ومهما طال الخريف الحزين
سيبزغ نور الخلاص المبين
سنرسم الفجر بجرحِ الجبين
ونحفر العزم على الطينِ طين
فمهما تكسّرت فينا الرياح
جذورنا ستنبت رغم الجراح
سنحمل الروح على الراحة
ونمضي بالثأر إلى الغاية
فلا الليلُ يبقى، ولا الظلمُ دام
وإن طالَ قيدٌ، فحتمًا يُسام
فيا قدسُ صبرا وإن طالَ يلوحُ
ونصرٌ تجلّى بفيضِ الجروح!
بدماء الشهامة سنزف الشهيد
وفي القلب وعد وأمل جديدًا
فإن مزّقوا الأجساد بالنصال
فالروح تظلُّ تضيءُ الظلال
سينبت من دمعِ الأرامل ورود
وتُزهرُ أحلامُ جرحٍ عنود
فلا نارهم تطفئُ الأمنيات
ولا قهرهم يطمس التضحيات
سنمضي إلى المجد رغم القيود
ونرسمُ للقدسِ دربَ الصعود
فإن طال ليلٌ وأرخى الظلام
فصبحُ البطولةِ حتمًا يُقام!






































