كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع أشرف الكرم 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة

آخر الموثقات

  • حنا وتاد لبلاد
  • أنتِ كفاية… حتى في لحظات ضعفك
  • كنت أظن
  • لا تأججِ معركة لشريك حياتك 
  • حَدِيثُ الرُّوح
  1. المنصة
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة عبد الحميد ابراهيم
  5. البكاء رجولة أخرى
⭐ 5 / 5
عدد المصوّتين: 30

حين يُذكر البكاء، يقفز إلى أذهان الكثيرين ذلك المشهد المألوف لامرأةٍ تُخفي وجهها بين يديها، أو طفلٍ يستجدي حضنًا يخفف ألمه. لكن ماذا لو كان الباكي رجلًا؟ لماذا يقف المجتمع عند هذه اللحظة متسائلًا باندهاشٍ: كيف يجرؤ؟ كأن الدموع وُلدت بلونٍ واحد، وكأن الرجولة لا تحتمل هشاشة الروح.

 

في ثقافتنا، يفرضون على الرجل أن يكون كتلةً من الصخر، أن يسير بثباتٍ لا يتزلزل، أن يخفي كل ما ينهش داخله وراء ملامحٍ جامدة، وأن يبتسم حتى حين يتفتت قلبه من الداخل. يُطلب منه أن يعود من عمله مثقلًا بالضغوط، لكنه يخلع أثقاله عند العتبة كمن يخلع حذاءه، ويدخل مبتسمًا كأن شيئًا لم يكن. كأنهم يطالبونه بأن يكون آلة، لا يحق لها أن تتعب، لا أن تُخطئ، ولا أن تبكي.

 

لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. البكاء ليس ضعفًا، بل فعل بشري عميق، يحمل في داخله دلالات الشجاعة أكثر مما يحمل من معاني الانكسار. فالدموع لغة الروح، حين تعجز الكلمات عن البوح، وحين تثقل المشاعر على القلب فلا يجد منفذًا إلا عينيه. العلم ذاته لا ينكر هذا؛ فقد أثبتت أبحاثٌ طبية أن البكاء يفرز موادّ كيميائية مثل الأوكسيتوسين والإندورفين، وهي معروفة بقدرتها على تهدئة الجسد وتخفيف الألم النفسي والجسدي، كما أشار أطباء من Harvard Health Publishing. كذلك أوضحت دراسات منشورة في Medical News Today أن البكاء يحفّز الجهاز العصبي اللاودي، فيدخل الجسد في حالة استرخاء بعد موجة الانفعال، ولهذا يشعر المرء بالارتياح بعد أن يذرف دموعه، وكأنها مطرٌ يغسل الداخل.

 

أما في الطب النفسي، فالأمر أوضح وأعمق. فالقمع العاطفي المستمر يترك آثاره الثقيلة على الجسد والعقل معًا. الرجل الذي يتعلم أن يبتلع دموعه يصبح أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، كما أثبت الباحثان Ad Vingerhoets وLauren Bylsma في مراجعات علمية متخصصة. ليس هذا فقط، بل أكدت منظمة الصحة العالمية أن الرجال أقل إقبالًا على طلب المساعدة النفسية، ومع ذلك فإن نسب انتحارهم تفوق النساء عالميًا. أي تناقضٍ أكبر من هذا؟ قوة زائفة تُفرض عليهم، تقتلهم في صمت.

 

حتى في مهنة الطب نفسها، اعترف بعض الأطباء في دراسة بعنوان The Physician’s Tears أنهم بكوا أثناء ممارستهم عملهم، مؤكدين أن دموعهم لم تُضعف ثقة مرضاهم بهم، بل عمّقت إنسانيتهم. إنّها شهادة حيّة على أن البكاء لا ينتقص من قيمة الرجل، بل يجعله أكثر قربًا من ذاته والآخرين.

 

إن السماح للرجل بالتعبير عن مشاعره ليس نزعًا من رجولته، بل هو عودةٌ بها إلى معناها الأصيل: القوة الحقيقية. القوة التي لا تعني الصمود أمام الآخرين فحسب، بل القدرة على مواجهة الذات، والاعتراف بالوجع، والبحث عن العلاج. أن يقول الرجل “أنا متعب”، “أنا حزين”، “أنا خائف”، هو فعل شجاعة لا يقل قيمة عن أي معركة يخوضها في الخارج.

 

وهنا يأتي دور العلاج والوعي الطبي. ينصح الأطباء النفسيون بالاعتراف أولًا بالمشاعر وعدم كبتها، ثم تفريغها عبر البكاء أو الكتابة أو الحديث مع شخصٍ موثوق. وفي حال تكررت موجات الحزن أو ارتبطت بفقدان الشغف واضطراب النوم والشهية، يصبح التوجه إلى مختص ضرورة، حيث قد يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب، كما أوصت بذلك الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA). بل إن بعض الحالات النادرة قد ترتبط باضطراب عصبي يُسمى Pseudobulbar affect، حيث تحدث نوبات بكاء غير متحكم بها، وهو ما يحتاج إلى تقييم وعلاج متخصص.

 

إنّ الرجل الذي يُمنح مساحةً للبكاء، للبوح، وللتنفيس، هو رجلٌ أكثر صحةً، أكثر توازنًا، وأكثر إنسانية. وحين يُدرك المجتمع أن السماح له بذلك ليس تهديدًا لصورة الذكورة بل تحريرًا لها من أقنعةٍ كاذبة، عندها فقط يمكن أن نرى جيلًا جديدًا من الرجال، جيلًا لا يخشى دموعه ولا يخشى ضعفه.

 

ولعل أجمل ما يُقال هنا: فلتعلموا أن الرجل حين يبكي لا يفقد رجولته، بل يسترد إنسانيته. دموعه ليست سقوطًا، بل ولادة جديدة؛ ليست انكسارًا، بل اعترافًا شجاعًا بأنه بشر. كل دمعة هي نافذة يفتحها قلبه لينفض غبار الصمت، وكل لحظة بوح هي طوق نجاة من الغرق في صمتٍ مدوٍّ. إن الرجل الذي يجرؤ على أن يواجه نفسه بدموعه هو رجل أقوى ممن يخفيها؛ لأنه لا يهرب من حقيقته.

 

فالبكاء ليس نهاية الرجولة، بل بدايتها الحقيقية: رجولة تنبض بالصدق، رجولة تحيا بالرحمة، رجولة تُشبه المطر حين يلامس الأرض العطشى… لا ينقصها الهيبة، بل يزيدها حياة.

أحدث الموثقات تأليفا
أنتِ كفاية… حتى في لحظات ضعفك

كنت أظن

لا تأججِ معركة لشريك حياتك 

حَدِيثُ الرُّوح

أمل صبور الأكثر وعيًا وقوة وذكاء

رأيتُ حُلماً أخشى أن يتحقّق

الكبير

يداك الساخنتان…

حين تكون الكلمة إنسانًا… ويصبح المعنى حياة

احببت آله
أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↓الكاتبمدونة حسين درمشاكي
4↓الكاتبمدونة ايمن موسي
5↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑4الكاتبمدونة نجلاء البحيري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑20الكاتبمدونة اسراء كمال180
2↑14الكاتبمدونة هبه الزيني145
3↑14الكاتبمدونة محمد بن زيد171
4↑11الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 109
5↑8الكاتبمدونة جهاد غازي137
6↑8الكاتبمدونة جاد كريم182
7↑8الكاتبمدونة جهاد عبد الحميد235
8↑6الكاتبمدونة ايمان صلاح55
9↑6الكاتبمدونة محمد التجاني134
10↑5الكاتبمدونة محمد خوجة39
11↑5الكاتبمدونة عبير عبد الرحيم (ماعت)59
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1129
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب711
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم631
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني440
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة حاتم سلامة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب372553
2الكاتبمدونة نهلة حمودة230389
3الكاتبمدونة ياسر سلمي208035
4الكاتبمدونة زينب حمدي180768
5الكاتبمدونة اشرف الكرم151628
6الكاتبمدونة مني امين121693
7الكاتبمدونة سمير حماد 121483
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين113895
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي112294
10الكاتبمدونة آيه الغمري108889

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة ليلى سرحان2025-12-12
2الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
3الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
4الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
5الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
6الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
7الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
8الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
9الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
10الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02

المتواجدون حالياً

10511 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع