ساعةُ يد
لم تكن تُخبرني بالوقت،
كانت تُخبرني بي.
كلّ دقّةٍ فيها كانت تشبه خفقةً من صدري،
وكلّ عقربٍ يسيرُ كأنّه يمشي على جرحٍ قديم.
كنتُ أظنّها تحفظ مواعيدي،
لكنها كانت تحفظ وجهي في لحظة الحنين،
حين أنظر إليها فيتجمّد الزمن،
وتصير الدقائقُ مصلوبةً بين إصبعي وقلبي.
مرّت عليها ليالٍ لا تحصيها عقارب،
وشموسٌ انكسرت على زجاجها ولم تبرق،
وحين توقّفت ذات مساء،
شعرتُ أن شيئًا في داخلي قد توقّف معها،
أنها لم تخسر الوقت، بل فقدت السبب الذي لأجله كانت تدور.
اليوم، كلما وضعتها في معصمي،
أشعر أن الزمن يعود قليلًا إلى الوراء،
كأنها تذكّرني أن العمر ليس ما تقيسه الساعات،
بل ما يمرّ بين دقّةٍ ودقّةٍ من قلبٍ ما زال يحبّ.





































