نامي يا حبيبتي…
فالليل طويل، لكن قلبكِ أقصر من أن يتعبه الظلام.
نامي، فالعالم مشغول بضجيجه،
وأنا مشغول بأن أضع يدكِ الصغيرة في كفّي
كأنني أُخفي وردةً من صقيعٍ مقبل.
نامي، فالغيمة التي مرّت من فوق نافذتكِ
تركت ظلّها ليحرس نومك،
والقمر عاهدني أن يظلّ قريبًا منكِ
كي لا يجرؤ الحزن على التسلل.
نامي يا حبيبتي،
فأنا سأجلس عند باب الحلم،
أحرس خطوكِ إن مشيتِ بعيدًا،
وأعيدكِ كلما ضلّت بكِ الطرق،
إلى عشب طفولتكِ، إلى أولى الضحكات.
نامي، فما زال في صوتكِ نهر،
وفي جفنكِ نوارس تبحث عن مرفأ،
وأنا المرفأ الذي يحنو على جناحيكِ
كي لا يرهقهما السفر.
نامي يا حبيبتي…
فأنتِ القصيدة التي لم أكتبها بعد،
والأغنية التي تسبق لحنها،
والمعنى الذي يتأخر عن اللغة
ليظلّ لكِ وحدكِ.
نامي، وإن مرّت في الحلمِ ريحٌ غريبة،
تذكّري أن قلبي قائم مثل شجرة زيتون،
لا تهزّه الريح، ولا يكسره زمن،
يزرعكِ في تربته، ويرويكِ من صمته،
حتى تُشرقي في صباحي الجديد.
نامي يا حبيبتي،
نامي ولا تخشي الغياب،
فأنا هنا…
أسهر كي لا يسرقكِ الليل من بين يدي
نامي يا حبيبتي