أنتِ لا تعرفين ما الذي يفعله بي الانتظار…
إنه لا يُشبه الصبر، ولا الحلم، ولا حتى الغياب.
الانتظار حين يكون لكِ…
يصبح حالةً من الهذيان العاطفي،
يشبه التورّط في حبّ امرأة تعرف كيف تُشعلك…
ثم تتركك أمام باب الليل وحدك.
أجلس على أريكة الشوق،
أعدّ أنفاسي كما يعدّ المحكوم ساعاته الأخيرة،
أشرب قهوتي على مهلٍ قاتل،
كأنني أُمهّد للدهشة،
أو للهزيمة.
كلّ رسالة لا تأتي منكِ…
هي سهمٌ في خاصرة اليوم.
وكلّ صوت لا يحملكِ…
هو ضجيج لا فائدة منه.
أيتها البعيدة…
أنتِ لستِ غائبة،
أنتِ ممتنعة كالمطر في صيفٍ طويل.
أنتِ مستحيلة كأنوثةٍ لا تُشبه إلا أنوثتكِ.
أكتب إليكِ كي أتنفس.
كي لا أنفجر.
كي لا أعلّق قلبي على باب المستحيل.
أنا لا أريد الكثير…
فقط لمسة من صوتكِ،
وغمزة من عينيكِ،
وتنهيدة تسقط من شفتيكِ على وسادتي.
ولو كنتِ بعيدة.
الانتظار؟
هو أن أعيش اليوم ألف مرّة،
أن أتخيلكِ تأتين،
ثم لا تأتين.
هو أن أراكِ في وجوه العابرين،
ثم أكتشف أن لا أحد يشبهكِ،
ولا أحد يجرؤ أن يكون أنتِ.
عودي…
ولو على هيئة ظل.
عودي…
كي أكتب لكِ آخر قصيدة،
وأموت فيها.





































