يا مَن تركتَ الروحَ تذبلُ في الجفا
يا مَن رحلتَ وبُعدُك استوطنَ الصفا
كم كنتَ حلمي، واحتوتني نظرةٌ
تُنسي الفؤادَ جراحَه إن خطفا
لكنّ ليلَ البُعدِ أطفأَ مهجتي
وأدارَ صَبحَ العمرِ في دربِ العنا
يا نجمَ ليلِ الغربةِ المُتَوهِّجَا
هلْ تُسعِفُ العشّاقَ أنفاسًا نَأى؟
ما عادَ صوتُكَ في المساءِ يزورُني
ما عادَ دفءُكَ في الليالي مُلتقى
أكتبُ رسائلَ شوقِ روحي علّها
تجري إليكَ وتستعيدُ المُشتهى
لكنّ بينَ يديّ بحرٌ هائجٌ
يبتلعُ الأحلامَ مهما ارتجفا
فإذا أتيتَ، وجدتَ قلبًا خافقًا
لم يَخْنُ حبًّا، لا، ولا يومًا جفا
إنّي على وعدِ الهوى متشبّثٌ
مهما تقادمَ بعدُنا أو اختفى