أجيئكِ
أجيئكِ حين تتعب الجهاتُ من التيه،
وحين تصمت الريحُ في صدر الغيم،
أجيئكِ من ممرّات الضوء،
ومن عتبات الوقت التي نسيت أسماءها،
أحمل في يدي عطشَ المسافات،
وفي قلبي نشيدَ الذين لم يصلوا بعد.
أجيئكِ لا لأن الطريقَ دلّني،
بل لأن قلبي عرفكِ قبل أن يخلق الحنين.
أجيئكِ كما تأتي الصلاة بلا موعد،
وكما يفيض الورد من طينٍ قديمٍ لم ينسَ المطر.
كلّ الطرق تؤدّي إليكِ،
حتى تلك التي كتبتها بالدمع،
وكلّ مساءٍ بلا طيفكِ
يبدو ناقصَ النورِ، مكسورَ المعنى.
أجيئكِ،
وفي الخطوة الأولى تشرق أرواحُ العابرين،
وفي الأخيرة أُسلِّم نفسي للسكينة…
كأنّ الوصولَ إليكِ
هو أولُ الخلقِ وآخرُ المعنى





































