أحبّك…
لا كاعترافٍ يُقال في غفلةٍ من الوقت،
ولا كجملةٍ تتدلّى من شفاهٍ مرتبكة،
بل كيقينٍ يسكنُني منذ اللحظة التي فهمتُ فيها
أنّ الحياة تُصبح أجمل
حين نشاركها مع من يفهم صمتنا
قبل كلماتنا.
أحبّك…
لأنّك لستِ عابرةً في يومي،
ولا فصلًا أتجاوزه،
ولا ذكرى أضعها على رفّ الذاكرة.
أنتِ الحكاية التي بدأتُ بها فصلاً جديدًا
من ذاتي،
والوجه الذي صار قلبي يعرف طريقه
من دون أن يتعثّر.
أحبّك…
حين تحدّثينني بنبرةٍ خافتة،
وحين يعلو صوتكِ قليلاً،
وحين تصمتين لأن الكلمات
لا تسعُ ما في داخلك.
أحبّ تفاصيلك الصغيرة،
ضحكتكِ التي تشبه بداية الربيع،
تلك الالتفاتة السريعة التي تفعلينها
حين تبحثين عن شيءٍ لا يُرى
لكنّك تشعرين أنّه هناك…
وأنا هناك.
أحبّك…
لأنّك حين تقتربين
يستقيم الكونُ فجأة،
وتتبدّل ملامح التعب في صدري،
ويغدو الليل أقلّ وحشة.
أنتِ المعنى الذي لم أعرفه
حتى التقيتك،
والنور الذي لم أطلبه
لكنه اختارني.
أحبّك…
ليس لأنّك كاملة،
بل لأنكِ حقيقية،
ولأنّ صدقكِ يغلبُ ارتباكك،
ولأنّكِ تمنحين العالم حولكِ
قلبًا يمشي على قدميه
ويترك أثرًا جميلاً في كلّ شيء.
أحبّك…
حين أراكِ،
وحين أفتقدك،
وحين أتخيّلك في منتصف اليوم
وأُدرك أنّ المسافة لا تقوى
على فصل روحٍ عن روح.
أحبّك…
كما يحبّ المسافرُ الطريق
الذي يأخذه إلى بيته،
وكما يحبّ العطشانُ أول قطرة ماء،
وكما يحبّ القلبُ لحظة الطمأنينة
بعد خوفٍ طويل.
أحبّك…
وأعلم أنّ الحبّ ليس وعدًا،
ولا شبكة أمان،
ولا قصيدةً تُقرأ ثم تُنسى.
الحبّ يا جميلتي
أن تجد يدًا تمسكك
حين تتقلب الأيام،
وصوتًا يعيدك إلى نفسك،
وقلبًا يعرفك
مهما تغيّرت.
أحبّك…
وكلّما قلتها
أشعر أنّني لم أقل شيئًا،
وأنّ اللغة عاجزة
عن حمل ما أُخفيه لكِ.
فما بين الحرف والحرف
هناك شعورٌ لا يُكتب،
ولا يُقال،
ولا يُشرح…
بل يُعاش معك.
أحبّك…
وأظنّ أنّي سأظلّ أحبّك
بالطريقة ذاتها،
بالعُمق نفسه،
بالإصرار الذي يجعل القلب
أكثر قدرة على الفرح،
وأكثر رغبة في البقاء.





































