عمد إلى النوم, فطاردته خواطره, فأضاء لها نورا ملأ أركان ذهنه, تجمعت على هذا الوهج الذي لم يخبو نوره طول الليل كل واردة وشاردة, حتى تلاشت ومضاته في وضح النهار, حاول كثيرا أن يقهر المرض, ولكنه مرض, وصارع الخوف حتى جبن, واستولت عليه الوساوس, فبهت رغم حداثته, وفجأة قُرع الباب, فارتجف لذلك وتقدم نحوه على وجل, ولم يستطع أن يتسائل: من الطارق؟ .. كعادته, فتح الباب شيئا يسيرا, وهو يتثاءب .. من أنت؟ .. كان سؤاله لجهله بالطارق, فهو لا يعرفه .. شاب وسيم, حسن المظهر, ذو رائحة طيبة, أجابه:
ـ أنا ملك الموت