هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة عبير عزاوي
  5. ثقبّ أسودُ في الذاكرة

لستُ ميِّتاً !
الصدق الصدق.. أقولُ لكم:
- لستُ ميِّتاً..
قلبي ينبض، عقلي صاحٍ، أكادُ أشعرُ بدفْقِ الدّمِ في خلايا رأسي رغم أنّ ثقبا ما قد انبثق فيه.
لِمَ لاتنظرون إلى عينيّ؟!
ها أنا أفتحُ فمي، لساني لايتحرّكُ، لكني أتحدث إليكم ألا تسمعون صوتي ؟!
لِمَ يغمر الاستغراب عيونكم؟!
كلُّ مافي الأمر أنّني وقعتُ هنا وسط الزحام. شيءٌ ما حملني وألقى بي عبر الطّريق، فصار جسدي معرِضاً لفضولكم وعيونُكم المتحلّقةُ حولي تحملقُ بوجلٍ وريبة.
عينا أمّ سالم بأهدابها الطويلة ترمقانني بجزع، عينا مصطفى الحلّاق الوقحتان تندسان بين طيّات ثيابي، وعينا أبي وليد تنظران بكراهية لملابسي الملوّثةِ بالطّين. لطالما كرِهَ أبو وليد وجودي في الحارة ونظر إليّ بقرفٍ حين أخرجُ أوّلَ النّهار، وحين أعودُ آخره خاوي اليدين إلّا من دفاتري المسودّةِ وكيسٍ مهلهلٍٍ فيه القليلُ من طعام.
من بين البياض والسواد تقفز عينان واسعتان ذابلتان يلوحُ فيهما طيفُ دمع، ربما كانت عينا تلك الفتاة التي دأبت على التّوَاري خلف نافذتِها المطلّةِ على زاوية الشارع، ومراقبة مشهدِ مرورِنا وافتراقنا كلّ صباحٍ أنا وسهيلة.
/هل كان اسمها سهيلة؟/
منذ ألقت بنا عصا النزوحِ في بلدتكم قاسيةِ القلب هذه وأنا أذوق كلّ يومٍ معنى جديداً للألم.
عيونكم كما عيون أهلِ البلدة على الرغم من أنها اعتادت منظر النازحين و صاروا جزءًا من نسيج حاراتها ودكاكينها وبسطات الخضار والأغراض الرّخيصة فيها إلا أنها لاتزال تنظر بتشكُّكٍ لهذا الغريب الذي لا يتركُ زوجته صباحاً حتى يحتضنَها، ويقبّلها وكأنّ هذه آخرَ مرّةٌ يلتقيها.
عيونُكم المستنكرةُ المتحلقة حولي تتّسعُ حدقاتُها، ويتلوّنُ بياضُها بالأحمر والرّماديّ، يدمدمُ بعضُكم بكلماتٍ، لكنّي لا أفهمُ ماتقولون.
هل ذكرتم اسمَ سهيلة؟!
هل تعرفونها؟!
أنتم لا تعرفون كم هي عذبةٌ كأوراق ورد، و نديّةٌ كغيمة، وكذلك لا تعرفون أنها فرحةُ قلبي الأولى وقصيدتي الوحيدة، وأنني كنت أجتاز كلّ شوارع مدينتنا التي أكلها ذئبُ الحرب؛ لأكتبَ لها قصيدةً على ساق شجرة الكينا التي تجاورُ بيتها، عند نهرٍ ..../نسيتُ اسمه/ .
بيتُها مبنيّ من حجارةٍ حمراءِ اللون، أو رماديّة لكنها صارت فيما بعد حمراء / ربّما العكس/
حين شرّدتنا المدافعُ، تركتْ أهلها وتبعتني إلى هنا، كانت تريد طفلاً أسمرَ يشبهني، لكنني لم أمنحْها سوى القصائد الثّكلى، ونظراتِ الاستنكار التي تملأ عيونكم وهي تحملق فيّ الآن، ذات العيون التي كانت تراقبنا باستهجانٍ يجلّلُ مسيرتنا من البيت الذي نستأجره إلى زاوية الشارع حيث نفترق، العيون التي تزم نفسها وتقطب حانقة عليّ وأنا أُقبِّلُ شفتي سهيلةَ المبلّلتينِ بندى الصباح، بينما يستمتعُ المارُّونَ بالمنظر.
تلاحقنا عينا تلك الفتاة الغضّةُ التي تشبه زهرة فلٍّ أوّل تفتحها، أنتبه لها وهي تتلصّصُ علينا من وراء نافذتها، أتخيّلُ الفتاة، أستشعرُ انفعالها بالمشهد وأكادُ أتحسّسُ صدرها وهو يلهثُ مع كلِّ قبلة أقبّلها لسهيلةَ ؛ ثم نفترق، سهيلةُ تذهبُ لعملها، وأنا أمضي للبحث عن أسماء جديدة للقصائد .
أكاد أعرفُ ما الذي يحصلُ لتلك الفتاة، كما يحصل لأي قصيدة قبل أن تبعث، تتوفز كلّ حواسها وتنز مسامها ويزداد دفُّقِ الدّمِ في قلبها، حين تترقّبُ موعدَ مرورنا أنا و س ه ي .../ إن كان ذلك اسمها! /
اليوم قبل لحظاتٍ سمعتُ تنهُّد الفتاة ثم تصاعدت التنهُّداتُ؛ صارت صرخاتٍ مكتومة، لكنني لم أتمكنْ من معرفة سبب تلك الصرخات فقد ثقبت رأسي رصاصةٌ عابرة وألقت بي في عرض الطريق ، وها أنا مسجى أمامكم، أنظر لعيونكم المفعمة بالدهشة، أنتظر تفسيرًا لنظراتكم التي تقتحمني وتلوكني وتتفلني مراتٍ ومرات، بينما س ... / فقط لو أتذكر ماكان اسمها / تتابع طريقها وهي تبتسم، وتتلذّذُ بطعم قبلاتي على شفتيها، و لاتعلم بالرّصاصة التي تنتظرُها عند المنعطف القادم.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350585
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205180
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190303
4الكاتبمدونة زينب حمدي176688
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138507
6الكاتبمدونة مني امين118850
7الكاتبمدونة سمير حماد 112702
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103906
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101276
10الكاتبمدونة مني العقدة98594

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

963 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع