آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة عبير عزاوي
  5. مسافة سيكارة

- زوجتي جنت .
ها أنا جالس أحدق فيها بعينين مفتوحتين إلى أقصاهما وهي تنكش شعرها، وتقطعه مولولة أمام غرفة الولدين .
جنونها ليس وليد اللحظة/ أقصد فترة بقائي في المنزل بسبب الإقامة الجبرية التي يعيشها الناس الآن/ ، بل كانت له مقدمات كثيرة بدأت قبل هذين الأسبوعين اللاهبين، حين عدت متعباً بعد يوم بحث طويل عن عمل ولم يكن هناك خبز في البيت . شربت الماء ، أشعلت سيجارة استعرتها من صديقي إبراهيم واحتفظت بها طوال انتظاري لعمل بينما كنا جالسين في الساحة مقابل الحديقة التي امتلأت بالحمام يطير ثم يحط في مواقع الطعام ، وامتدت بسطات البائعين حولها مترعة بالمواد المتنوعة الرخبصة الثمن والمنخفضة الجودة . كنا نزجي الوقت بإطعام الحمام وهو يحلق حول العمود الشهير الذي يتوسط الساحة ، يدور دورة كاملة ثم يتهادى ويحط أمامنا ينقر مانلقيه له من فتات ، الحقيقة كنا نتحايل على الوقت بانتظار مرور أحد يطلب عمالاً .
عدت هذا المساء ولا أحمل سوى نصف السيجارة الذي خبأته منذ منتصف النهار ، زوجتي ما أن رأت السيجارة حتى ثارت وأرغت وازبدت وهي تقول : أنت تشرب ( ضراب السخن ) والأولاد قضوا اليوم بلا طعام سوى بقايا خبز وزيت و زعتر ..أين كنت طوال اليوم تتسكع .
لم أرد عليها فقد كان وضعها مريباً . وخمدت رغبتي في مشاركتها لي نصف السيكارة كما تفعل زوجة ابراهيم .
قلت في نفسي : ربما تكون فورة غضب وتنتهي بسبب مكوثها القسري في البيت وحرمانها من مشاويرها اليومية المعتادة للعمل في ببوت الجيران او بعض المعارف وحرمانها كذلك ممايجود عليها به من تعمل عندهم ، لكن الأمور تفاقمت بعد ذلك .
في يوم آخر وعندما كانت في المطبخ تسخن لي بقايا طعام الأمس لأتناول وجبتي الوحيدة / كنت أقرف الطعام لأنه يتلوى أمامي ويتحول بعد كل التواءة إلى لون جديد شاحب يشبه لون ذلك الفيروس الذي يتحدثون عنه / .
كانت تتحرك في المطبخ برشاقة و ترتدي ثوبا رقيقاً مطبعاً بلون بني يشبه جلد الفهود ، حين تمايلت بدت كحورية بحر بجسمها اللدن ، فمستني نشوة عارمة ،و تمنيت لو أهصرها بذراعي ، لكن نسيت شبهها بالحورية وتذكرت البحر ، ففتحت فمي المغلق بعد طول تفكير و قلت لها : هل تعرفين كم يحتاج الطفل كي يغوص مثل السمكة قي الماء ؟ حينها نظرت إليّ وقد تجمدت ملامحها ، وشعرت أنها على وشك الوقوع في نوبة جنون جديدة ، لكنها لم تفعل بل انسحبت بصمت ودخلت غرفة الولدين وأغلقت الباب بالمفتاح .
في آخر نوبة كانت تصرخ بوجهي : أين كنت ؟! وتجيب على سؤالها دون ان تترك لي مجالا لأنبس بحرف : بالتأكيد كنت ( معمي ع قلبك ) في ساحة المرجة .
وأرد بلا صوت : نعم كنت في ساحة المرجة ( معمي على قلبي ) ربما قالت ( مضروب ع قلبك ) .
هززت رأسي موافقاً و كنت أدمدم لنفسي : نعم في تلك الساحة أراقب المشردين وهم يتجادلون فيم يفعلون وأين يذهبون هم و أطفالهم من حمى الرعب من العدوى التي يهجس بها الناس ، وأراقب أصحاب المحلات وهم يتحركون بذعر صامت يغلقون محلاتهم ثم ينصرفون بنظرات حانقة . ولا يفوتني أن أقفز الى السيارات التي تبطئء سيرها ويطل منها رجال او نساء يطلبون عمالاً لأعمال مستعجلة ، وأنا أسابق الراكضين وأهتف بملء حنجرتي : أعزّل الحديقة وأقلم الاشجار . أشطف الأدراج أغسل السجاد .أعقم كل شيء .ثم أهمس بصوت خفيض : أجالس الأطفال ، لكن سباقي غالباً ما يبوء بالفشل ، فآخذ سيجارة من إبراهيم وأشعلها ، أتنشق دخانها الملكي الفاخر ، ثم أطفئها عندما تصل إلى نصفها، وأحتفظ بالنصف الباقي لأكمله في البيت وأحلم أن أطلب من زوجتي ( قبل إصابتها بنوبة الجنون الأخيرة ) أن تشاركني متعتي بسحبة أو سحبتين فتنسى همومها ، وتعتقني من صراخها وتمنحني ولو ابتسامة صغيرة ، لكنها حين أسرّ لها بطلبي تصرخ في وجهي قائلة : - "أنا أدخن هذا السمّ ( أكيد ضاربك العمى )..."
ولم تستحكم أعراض جنونها فعلاً إلا حين أخبرتها أن الأطفال حين نقذفهم من النافذة يمكن أن يكونوا مثل طيور الحمام في ساحة المرجة . بل يمكن أن يكونوا أخف بكثيير مثل السنونو تماما ؛ تنبت لهم أجنحة ويحلقون بحرية .
اليوم قلت لها أن أفضل طريقة للتعقيم هي النار وأن تعقيم منزل بما فيه من أطفال يستغرق سحبة سيجارة سحبة واحدة فقط . ورحت أضغط ولاعتي مرة بعد مرة وأراقبها من خلال لسان اللهب المتراقص ، وهي تنكش شعرها وتولول ..ألم أقل لكم أنها جنت تماماً.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333607
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189403
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181117
4الكاتبمدونة زينب حمدي169696
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130916
6الكاتبمدونة مني امين116755
7الكاتبمدونة سمير حماد 107604
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97784
9الكاتبمدونة مني العقدة94902
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91499

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

274 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع