يا صديقة الروح،
أما شعرتِ يومًا أن صدرك يضيق،
كأنّك تختنقين،
والكلمات تتشابك في حلقك،
والصمت يعلو على أنينك؟
أما بكيتِ في قلبك ألف مرة،
ولم يلحظ أحد دموعك؟
فجاءك النداء من فوق سبع سماوات:
﴿ألم نشرح لك صدرك﴾
ألم نوسّع هذا القلب،
الذي ضاق بالألم والخذلان؟
ألم نلطف بك في الخفاء،
حين لم تلحقي أن تطلبي؟
﴿ووضعنا عنك وزرك﴾
ذلك الحمل…
الذي أثقل كتفيكِ،
ذلك الذنب أو الهم أو الخوف،
الذي ما زال ينام تحت أضلاعك…
قد خفّفناه.
﴿الذي أنقض ظهرك﴾
نعم، ذاك الوجع،
الذي لم يعرفه أحد سواك،
قد سمعناه،
ورأيناه…
فكنّا لكِ رِفقًا ورحمة.
﴿ورفعنا لك ذكرك﴾
رفَعْنا قدرك،
وكرامتك، ومقامك بين الخلق،
وذكرك عند ربك…
فلا تستصغري نفسك،
ولا تُطفئي النور الذي فيكِ.
ثم يأتيكِ اليقين…
ليس وعدًا واحدًا، بل مرتين:
﴿فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا﴾
ليس بعد العسر، بل معه.
يمشيان سويًا،
وحين تشتدّ الظلمة… يولد اليسر في رحمها.
ولأنكِ قوية…
ولأنكِ خُلقتِ لتحملي رسالتكِ للعالم،
قال لكِ:
﴿فإذا فرغت فانصب﴾
إذا انتهيتِ من الألم…
قومي.
قِفي لله،
وجّهي وجهكِ للسماء،
ففي السجود دواءٌ لا يعرفه سوى المُنهكين.
﴿وإلى ربك فارغب﴾
لا تركني ليدٍ تُمسك بكِ سوى يده،
ولا ترجُ قلبيًا… قبل أن ترجُ وجهه.
يا غاليتي …
هذه السورة ليست عزاء،
بل بعثٌ من جديد.
إن الله لم يشرح صدر نبيّه إلا ليُحسن إليه،
ولم يُكرّر "اليسر" إلا ليقول لكِ:
اصبري، فأنا أُعِدّك لخيرٍ يليق بك.
اقرئيها كلما شعرتِ أن الحياة تضيق،
وتذكّري…
أنكِ وإن انحنيتِ من التعب،
ففي قلبكِ روحٌ علّمتها السماء كيف تنهض