كنتِ سابقة لوقته…
كأنكِ الهدية التي تصل إلى يدٍ لم تتعلّم بعد قيمة العطايا.
دخلتِ إلى عمره كالحقيقة،
وهو لا يزال يتعامل مع الدنيا كأنها مجرّد احتمالات.
كنتِ امرأة تشبه النضج بعد الخسارات،
تشبه السكينة بعد عواصف الفقد.
بينما هو… كان لا يزال يظنّ أن الحب لعبة،
وأن القلوب تُرمم بالوعود لا بالوعي.
رآكِ بعينيه،
لكن وعيه لم يكن جاهزًا لقراءتك.
ظنّ أن حضورك صدفة، لا امتحانًا.
فخذل الإجابة، وأضاع فرصة العمر.
جئتِ إليه بثقل التجربة،
بوهج من لم يعد يلهث خلف الحب، بل صار يختاره بيقين.
أما هو…
فكان هشًّا كحلمٍ لم يكتمل،
يرتجف أمام امرأة كلّها اكتمال.
هرب… لا لأنكِ مخيفة،
بل لأنكِ تشبهين النور.
والنور حين يجيء مبكرًا…
يُربك من لم يتعوّد على الرؤية.
أخطأ حين ظنّك ستنتظرين،
كأنكِ لا تعرفين قيمتك.
كأنكِ لا تنتمين إلى النساء اللاتي يُحسنّ الوقوف في المنتصف.
نسي أنكِ تُشبهين النجوم…
لا تنزل لمن لا يعرف كيف يرتفع.
فأنتِ لا تصلحين لنصف نُضج،
ولا لربع رجولة،
أنتِ تحتاجين إلى ألف سنة ضوئية من البصيرة،
إلى من يرى وهجك فلا يغلق عينيه،
إلى من يعرف أن الله حين يرسل نعمة… لا تُرد.