كلّ شيءٍ في داخلي قد انكمش.
الفرح؟
أصبح ذكرى باهتة، كصورةٍ قديمةٍ أكلتها الرطوبة.
والحب؟
ظلّ حكايةً أرويها لنفسي بصيغة الغائب…
لأقنع قلبي أنها حدثت يومًا، وأنني لم أكن أحلم.
لم أعد أعيش،
بل أبحث عن لحظةٍ تنسيني أنني "أُعيّش".
أتحرّك كمن نسي سبب نهوضه صباحًا،
لكنّه ينهض…
لأنّ جسدًا يحتاج أن يمشي،
وروحًا تأقلمت مع التكرار،
ولأنّني، ببساطة…
ظلٌّ يُجيد التمثيل أنه ما زال صاحبه.
أحيانًا أصحو من النوم،
لا لأنني استرحت،
بل لأن التعب فاض داخلي،
ولم يعد له متّسع.
لست مكتئبة…
أنا فقط متصالحةٌ مع خواء ما بعد الحزن،
تلك المرحلة التي تفقدين فيها حتى حقّك في الانهيار،
وتتجاورين فيها مع الحياد،
وتقولين لنفسك: "يكفي هذا… عادي."
لا أبكي،
لكنّ كلّ لمسةٍ رقيقة تُهددني بالكسر،
كأنّني شيءٌ ملتفٌّ على ذاته داخل كيس،
لو انفتح… لن أستطيع جمعي كما كنت.
أنا التي حين تصلّي،
لا تطلب النجاة…
بل تهمس في ضعف:
"اللهم لا أُغرق أكثر."
أنا التي اعتادت،
لا من قوّة،
بل لأنّ التغيير يحتاج طاقة،
وأنا مُنهكة حتى من التنفّس.
أعرف وجهي،
لكنّي نسيت عيناي وهما تلمعان.
أعرفني من صوت قلبي،
حين ينبض ببطءٍ كأنّه يجرّني،
لا إلى الحياة،
بل إلى يومٍ جديد… يتكرّر.