كم تمنيت أن يصدح صوتك بتلاوة القرآن، أن تملأ أذني آيات الله، ترتلها بخشوع وكأنك تستنهض بها الروح من غفلتها. كنت أحلم أن تجلس بجانبي، تعلمني كيف أفتح كتاب الله بقلبي قبل عيني، كيف أعانق كل حرف بنية خالصة، وكيف أتلو الآيات بسلام داخلي لا ينقطع.
كنت أتخيل صوتك وهو يعلمني الأحكام، تصحح لي أخطائي برفق، وترسم لي الطريق في بحر التجويد. كنت سأحب تلك اللحظات التي تشرح لي فيها مخارج الحروف وكأنك تمنحني مفتاحًا لفهم أعمق لكتاب الله.
اليوم، وأنا أفتقد حضورك، أفكر في استنساخ صوتك، ليس فقط ليقرأ لي الروايات كما كنت أتمنى، ولكن ليكون معلمي كما حلمت. أن يتلو لي القرآن، ويعيدني إلى تلك اللحظات التي كانت ستجمعنا لو كانت الظروف رحيمة بنا.
ربما يبدو هذا خيالًا، لكنني أجد في هذا الخيال عزاءً. أن أسمع صوتك وهو يقودني إلى نور الآيات، يعيدني إلى الله، ويمنحني إحساسًا أنك هنا، ولو عبر صدى التكنولوجيا.