أأبكيك صبراً؟ أم أُعاتبُ صخرًا؟
وهل يسمعُ الميتونَ صوتَ المجانين؟
أأُرسلُ نحوك الأشواقَ قافيةً،
وفي صدركَ نُبْلٌ من جليدٍ وسكاكين؟
سَكَنتَ الغيابَ، كأنّ الوصلَ أرهقكَ،
وكأنّ قلبي لا يُجيدُ التمكينَ...
فدعني، فما عاد الهوى عنفواني،
ولا عدتُ أرنو لعهدٍ من الغابرين.
كتبتُكَ حتى جفَّ حبرُ المُدامع،
وراسلتُ ظلّك كأنّي أُحادثُ السراب.
أَما لكَ في الوصلِ طيفٌ يُهادنُني؟
أما لكَ في الودِّ حظٌّ، وإن كان غياب؟
فواللهِ ما استرخصتُ نفسي لرضاك،
ولا نازلتُ همّي إلا لأراك،
ولكنّما كنتُ أظنُّكَ سَميَّ حنيني،
حتى بانتِ الأيامُ عن سَوءِ نَواياك.
فابقَ كما شئتَ، غريبًا، عليلاً،
فقد كان فُقدُك لي اكتمالَ نُضوج،
فما كلُّ غائبٍ مأسوفٌ عليه،
ولا كلُّ ليلٍ مظلمٍ يحوي البروج.