سلامٌ على من طرقَ الأبواب، فلم تُفتح له، فابتسمَ ووقف على العتبة، يخبّئ خيبته في قلبٍ مؤمنٍ بأن التأخير ليس رفضًا، بل حماية.
سلامٌ على من انتظر، ولم يملّ الانتظار، على من جرّب الانكسار، ولم ينسَ كيف يرمّم ذاته بيديه.
سلامٌ على الأرواح التي أرهقها الرجاء، لكنها ما زالت تُحسن الظنّ، وما زالت تؤمن أن الطريق الملتفّ قد يُفضي إلى وردةٍ لم تكن في الحسبان.
سلامٌ على من عبرتْ أرواحهم مواسمَ القحط، فظلّ فيهم نبعُ الحنين نقيًّا، لم يَملحه الخذلان.
على من أحبّوا رغم الوجع، ومضَوا رغم العثرات، وآمنوا أن الله لا يترك قلبًا تَعب من الصدق.
هؤلاء.. الذين ما أطفأهم الغياب، ولا غيّرهم الألم، بل صقلهم حتى صاروا أنقى، وأهدأ، وأقرب لما خُلقوا لأجله.
سلامٌ عليهم، وعلى الضوء الذي لم يخفت فيهم، مهما اشتدّ العتم. 🌿