ثمةُ شخصٌ واحدٌ فقط،
تسكنُه روحُك كما يسكنُ الوردُ نَداه،
تراهُ في ازدحامِ الغياب،
فتطمئنّ، كأنّك وجدتَ الطريق إلى ذاتك.
هو من تتغيّرَ دقاتُ قلبك عند اسمه،
ومن تُصلّي لأجله سرًّا كلّما خفتَ أن تضعف.
بهِ يلينُ القاسي، ويزهرُ اليابس،
ويُصبحُ الوقتُ حوله ناعماً، كأنّه يُدارُ على مهلٍ كي لا يرحل.
هو الذي لا تحتاجُ معه إلى تبريرٍ ولا إلى قناع،
تفهمه بالصمت، ويفهمك بالسكوت،
ويكفيك منه نظرةٌ واحدة،
تُعيدُ ترتيبَ الحزنِ فيك وتُسكِنه.
يشبهُ الأمان حين يمرُّ على روحٍ عطشى،
ويشبهُ الغفرانَ حين يبتسم،
تراهُ فتتذكّر أن الله يُحبّك.
هو الحنينُ كلّه،
واللهفةُ التي لا تشيخ،
والقلبُ الذي يوجِعك إن ابتعد، ويُعيدُك طفلًا إن اقترب.
ليسَ حبًّا فحسب، بل دهشةٌ لا تنطفئ،
عُمرٌ ثانٍ يبدأ من لقائه،
وطمأنينةٌ تقول: ها أنا وصلت.
ليس كلُّ ما نُحبّ يُكتَب لنا،
لكن بعض اللقاءات خُلقت لتُغيِّر مجرى العمر،
لتترك فينا أثرًا لا يزول،
ولتبقى شاهدًا على أن الأقدار أصدق من النوايا،
وأن بعض اللحظات وحدها، كفيلة بإعادة خلق الإنسان من جديد.





































