قالَ الناسكُ فى خلوته:
يارب، ما بالُ القلبِ يذكرُها كلّما ذكرتُك؟
أهي محنةُ العاشقين أم ابتلاءُ العارفين؟
كنتُ أراكَ فى كلِّ جميل،
حتى تجسّدَ الجمالُ فى عينيها، فخشيتُ أن أراكَ بها!
يا واسعَ الستر،
لقد سرتْ فى عروقى كما يسيرُ الذكرُ فى المسبحة،
تدورُ بي وأنا الساكن،
تُعيدُ ترتيبَ وجعي كما تشاء، وتتركني بين الخشوعِ والفتنة.
علّمنى يا رب،
كيفَ أطفئُ نارًا قد أضرمتها نظرة،
وكيفَ أعودُ إلى السكينة بعدما صارتْ ملامحُها قِبلتى؟
أقسمتُ أن أنساها،
فأرسلتَ طيفها فى منامى،
وأقسمتُ أن أهربَ من صداها،
فأرسلتَ صوتها على هيئةِ نسمةٍ تمسُّ وجهي.
يارب، إن كنتَ كتبتَها لى، فارزقنى الحكمةَ لأحفظها،
وإن لم تكن، فأنسِنى إياها بلُطفٍ لا يُميت القلب.
واجعل حُبى لها طريقًا إليك،
لا سبيلاً إلى الهاوية.
ثم بكى الناسك،
فسقطتْ دمعةٌ على السجادةِ فأنبتتْ وردةً،
وشهدتْ عليه الملائكةُ أنّه أحبَّ بصدق،
وخافَ بصدق،
وسجدَ بين يديكَ بالذنبِ والعشقِ سواء.
25/10





































