في داخل كل منا حكاية لا تُروى، فصولها مكتوبة على هامش اللحظة…
نحمل الحب في أضعف نسخنا، كأنه وعد صامت يربت على أرواحنا حين تتشقق،
نتشبث به، حتى وإن كان الهواء أثقل من أن يحملنا،
نصدقه رغم كل الشك، لأنه الشيء الوحيد الذي يملك صوتًا في العتمة.
لكن الغضب…
هو البركان الذي لا نجد له اسماً حين يثور،
زلزال داخلي لا تُجدي معه التفسيرات،
كأنك تصرخ بلغة لا يفهمها أحد، حتى نفسك.
والكراهية؟
نار باردة… لا تحرق إلا صدر من يشعلها،
صمت ينهشك من الداخل،
يجعل الأيام تتشابه، والوجوه بلا ملامح.
ثم يمر القلق كزلزال لم يحدث بعد،
ترتجف له أعصابك في اللحظة التي يبدو فيها كل شيء ساكنًا…
وتسأل نفسك: هل هذا هو الهدوء الذي يسبق الانهيار؟
الخجل أيضًا، رفيق قديم…
ليس ضعفًا، بل رهافة إحساس في عالم لا يرحم،
أن تشعر بأن جلدك شفاف…
وأن نظرات الآخرين تخترقك دون أن تنطق بكلمة.
لكن رغم كل شيء،
يبقى الأمل نافذتك التي لم تُغلق،
شق في الجدار، يدخل منه النور كلما ظننت أن الليل لن يرحل.
الطمأنينة؟
لحظة نادرة من انسجام خفي،
كأنك تتنفس بتوقيت العالم،
وتدرك للحظة واحدة… أنك بخير، دون أن تشرح لماذا.
أما التسامح،
فلا يأتي دومًا من القوة،
بل من التعب… من ثقل الجرح الذي سكنك طويلًا،
فتتركه، لا لأنك غفرت، بل لأنك تعبت من حمله.
الحزن يسكن بين ما كان يمكن أن يحدث،
وما حدث فعلًا.
هو اللاشيء الممتد بين احتمال وحقيقة،
والندم؟ هو اليد المرتجفة التي تحاول تعديل ما كُتب،
لكن الزمن لم يعد يسمح بإعادة القراءة.
الوحدة ليست غياب أحدهم،
بل غياب صدى صوتك في هذا العالم،
أن تتحدث… ولا يرجع الصوت إليك.
الغيرة؟ مرآة مشروخة…
تعكسك في صورة الآخر،
كأنك لا ترى نفسك إلا حين تُقارنها بمن حولك.
الحسد، ذلك الاتهام الخافت للقدر،
كأنك تقول له في صمت: "أخطأت في التوزيع".
وفي النهاية…
يبقى الذنب ظلاً يتبعك،
ليس لأنك لا تعرف كيف تسامح،
بل لأن ضميرك لا يعرف كيف يصمت.