أما علمتَ أنّي ما هجرتُكَ إلّا صونًا لِما فيكَ؟
وما أغلقتُ البابَ إلّا خشيةَ أن يضيقَ عليكَ الكونُ بي؟
ظننتَ صمتي جفاءً،
وهوَ ما كانَ إلّا صلاةً أُقيمُها كي لا أنطقَ باسمِكَ سهوًا.
وحينَ أعرِضُ، فذاكَ عِفافي،
وحينَ ألينُ، فذاكَ قلبي يُعلنُ تمرُّدَهُ على العقلِ ساعةَ ضعف.
كم من دعاءِ الفجرِ سكنَكَ،
وكم من خوفٍ على قلبِكَ لم يَبلُغهُ علمُكَ!
أنا التي إذا التفتَّ غبتُ عن بصرك،
لكنّي لا أغيبُ عنكَ في الغيبِ ولا في القدر.
تظنُّني حجَرًا، وأنا ماءٌ مُستتر،
تظنُّني سلامًا، وأنا حربٌ لم تُعلَن،
وما بينَ كبريائي واشتياقي
تُقامُ بي موازينُ العدلِ والهوى.
فدعْ عنكَ الظنَّ بي،
فلستُ أُبغضُكَ، ولكنّي أُحسنُ التستُّر على حبٍّ
لو بانَ... لأبطلَ الحُكمَ بينَنا.






































