لم يكن الغيابُ فاجعةَ الروح،
بل اعتيادُ الصمتِ حتى غدا لسانًا ثانِيًا،
وتطويعُ الوجعِ في هيئةِ رزانة،
كأنَّ القلبَ يتخفّى في هيئةِ عقلٍ لا يعنيه.
أن ترى لهيبَك يبرُدُ تحت رمادِ الكبرياء،
وتضحكُ لتُخفي ارتعاشَك،
كمنْ يتّكئُ على وجعٍ نبيلٍ لا يُعلنُه.
في سكونِ الليل،
تتدلّى الأرواحُ من حوافِّ الصبر،
تُقايضُ البقاءَ بالكرامة،
وتُقسمُ ألّا تُفشي سرَّها إلّا لِمَن يُشبهُها احتراقًا.
فليسَ كلُّ حضورٍ يُؤنِس،
ولا كلُّ غيابٍ يُوجِع،
بعضُ الغيابِ تطهيرٌ مُستتر،
وبعضُ النهاياتِ... بداياتٌ لا تُعلَن.





































