كأنها خرجت من زمنٍ آخر،
زمنٍ لم تكن فيه النساء يُشبهْنَ بعضهن،
بل كانت كل واحدة تُكتَب بأسلوبٍ خاص،
وحين وُلدت هي، سُكبت القهوة على الورق…
فخرجت بلونٍ مختلف، بنكهةٍ مرةٍ جذابة، لا تُنسى.
في ملامحها دفء الخريف،
حين تبتسم الأوراق وهي تسقط،
وفي عينيها حياء المساء حين يُحدّث البحر القمر.
ليست جميلة فقط،
بل مدهشة…
تُربكك لأنك لا تعرف إن كنت تنظر إلى وجهها أم تستمع إلى قصيدة.
شعرها ليس خصلات،
بل أسرار نائمة،
وعنقها لا يُرتدى عليه عقد،
لأن الكبرياء فيه كافٍ ليكون زينة.
وذاك الفستان الذي يلتصق بجسدها كأنه سُكِبَ عليه،
ليس ثوبًا، بل لوحةٌ خُيطت من غروبٍ قديم.
أما اسمها…
فلو نُطِقَ في زمن الجاهلية، لسمّوه وطنًا،
ولو ذُكر في العصر العباسي، لأوقفوا القصائد عنده.
هي ..
امرأة لا تمرُّ مرور العابرين،
بل تتركك مُعلّقًا بين السؤال والاندهاش،
بين "هل أحببتها؟" و"هل تشبه أحدًا؟"
والإجابة دومًا:
لا تُشبِهُ أحدًا… لأنها هي."