هناك قلوب تُخفي شمسها خلف سحب الصمت، وأخرى تُضيء الطريق بنور لا يُرى إلا باللمس.
يلتقيان في فراغ من الزمن، حيث كل كلمة تُقال تُصبح صدىً داخل الروح، وكل نظرة تترك أثرًا كما تترك الريح خطوطها على الرمال.
هي، بحسها الرقيق، تلمس دفءً مخفيًا وراء فولاذه، فتشعر بأن هناك نبضًا يعيش فقط لها، نبضًا يُخفف عن قلبها ما تخبئه الأيام من ثقل.
هو، بصمته العميق، يجد في صمتها مساحة لم يعرفها قلبه من قبل، مساحة يسكنها الأمان، حيث لا تسأل الحياة عن البراءة، ولا تطلب التضحية، فقط تسمح للروح أن تتنفس.
ليس المطلوب أن يتشابها، بل أن يكملا بعضهما: الصلابة تصبح دفء، والهدوء شعور حيّ، والعاطفة مساحة آمنة.
تتلاقى أياديهما في لحظات صغيرة، كوميض فجر يضيء زوايا الظل، وكل ابتسامة منهما للأخرى هي سرٌ لا يفهمه إلا من عرف لغة القلوب الصامتة.
تتعلم المرأة أن الحب بين المتناقضات ليس رفضًا، بل تكاملًا؛ أن التضاد يصبح لغةً سرية، يُكتب في الصمت، ويُقرأ في النظرات، ويُحسّس في اللمسات، لغة لا يستطيع العالم فهمها، لكنها تبقى صامدة، قوية، خالدة.
وهناك، عند نقطة الالتقاء بين فولاذه ودفئها، يولد الحب كما يُولد النور بعد الليل الطويل، صامتًا، خالدًا، كثيفًا بالعاطفة، كالمطر الذي يصل إلى الأعماق دون أن يُرى.
التضاد لا يفصل بينهما، بل يشكلهما، يقوّيهما، يجعل كل لحظة معًا معجزة، وكل صمت مشهدًا حيًّا، وكل نبضة حكاية خالدة، مكتوبة بلغة الروح فقط.





































