كأن شيئًا انطفأ في قلبي…
ليس ضوءًا، بل حياة.
كأن نبضًا كان يُسندني سِرًّا… وتوقّف.
كأنكِ حين غبتِ،
أخذتِ معكِ النسخة الوحيدة التي كانت تعرف كيف تُرمّم شتاتي.
يا نادية…
لم يكن بيننا موعدُ لقاء،
ولا احتضان في لحظة ضعف،
لكنّي كنت أراكِ في الجُملة الطيبة،
في توقيت الحضور، في تلك السكينة التي تنبعث منكِ وتصلني.
كنتِ أكثر من صديقة…
كنتِ دعاءً مستجابًا في زمنٍ ضيّق،
وها أنا اليوم… أعيش كمن فقد شيئًا لا يُفسَّر،
شيئًا لم يعرف قيمته إلا بعد أن صار ماضٍ لا يُعاد.
أنا لا أبكيكِ فقط…
أنا أتشظّى بكِ.
أجلس في صمتٍ مطبق،
كأني أحاول جمع حطامي من فراغٍ كنتِ تملئينه بابتسامة.
ليتني قلت أكثر،
ليتني عبّرت عن امتنانٍ أخجلني،
وعن حبٍّ لم يجد لغته،
وعن وجعٍ الآن… صار بلا ضماد.
وكلّما سألني أحدهم: "ما بكِ؟"
أكتم تنهيدةً تفضحني،
وأتذكّر قول الله:
"وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم…"
فأرجوه أن يكون الخير… لقلبكِ أولًا،
ولقلبي الذي لا زال يتعلّم الفقد.