لم تكن أميرةً... كانت طفلةً حالمةً، تسيرُ بخطواتٍ رقيقةٍ في عالمٍ لا يفهم ضعفها. كانت ترتدي حذاءً زجاجيًا هشًّا، تُحسنُ السير به على دروبٍ مليئةٍ بالحجارة، معتقدة أن الحكايات لا تُكتب إلا عندما تجد فارسًا يراها في ذلك الحذاء.
لكن، كان الزجاج يجرح قدمها في صمت، وتكسرته الأيام تحت وطأة الخيبات، ولكنها استمرت، متجاهلةً الوجع.
وفي كل لحظةٍ كانت تُصلح فيها هذا الحذاء، كانت تُصلح جزءًا منها، وتُخفي شروخها بابتسامةٍ مُصطنعة، تسير بخفّة، ولكن في داخلها كانت تنزف.
وكانت تُراهن على أن هناك من سيكتشف قوتها من خلال جمال الحذاء، لا من خلال قدمها المكسورة.
ثم جاء اليوم الذي انكسر فيه الحذاء الزجاجي فجأة، وتبعثر إلى شظايا صغيرة.
في لحظةِ انكسارٍ مفاجئة، انكشفت قدمها، انكشفت روحها. لكنها لم تبكِ.
بل خَلَعتْ الحذاءَ الآخر، ووقفت حافية على الأرض، لأول مرةٍ منذ أن بدأت السير.
أحسّت بالتراب يتخلل بين أصابع قدميها، وابتسمت.
بدأت تمشي، ليست بخفّة الأميرات، بل بثقل النساء اللاتي لا يخفن من الجروح، اللواتي تعلّمنَ أن تكون الأرضُ حاملةً، لا جاذبةً.
أدركت أن النهايات السعيدة لا تكمن في أن نجد من يحملنا، بل في أن نعرف كيف نحتمل أنفسنا، وكيف نكمل المسير بعد أن فقدنا كلّ شيء اعتقدنا أنه يحمينا.
"أدركت أن الحكايات لا تكتمل حين نجد من يحتوينا، بل حين نحتوي أنفسنا، ونمشي بثباتٍ فوق ما كسرَنا."