كان حبًّا على عُجالة النُجوم
كان حُبُّهما عابرًا كأمنيةٍ أفلتت من ليلٍ مُزدحم بالأنفاس،
قصيرًا كعُمرِ الشُهب… لكنّه لمع في القلب كأنه الخلود.
هو كان قمرًا في تَمامِهِ،
مغرورًا بضوئه، لا يدري أن النور وحده لا يكفي ليُدفئ.
وكانت هي نجمةً من زمنٍ آخر،
تُتقن الحنين كما يُتقن البحر مدّه،
تكبره بأزمانٍ من الحُزنِ المُصفّى،
وأحلامٍ لم تجد أرضًا تهبط إليها.
التقيا كما تلتقي قطرتان على زُجاج نافذة في مساءٍ ممطر…
احتضنت إحداهما الأخرى لحظة، ثم انسابت كلٌ في مسار.
لم يتقاتلا، لم يتأذّيا،
لكنّ الكون لم يمنحهما فسحةً كافية…
ربما لأن أحدهما كان يكتب بلغةِ الرموز،
والآخر لا يزال يتهجّى الحُبّ كأنه أبجديّة جديدة.
لم يطُل الحُب، لكنّه انطبع في الذاكرة كما تنطبع النيازك على جلد السماء.
لم يُثمر، لكنّه أورق في داخلها شيئًا لم تعرف له اسمًا…
ربما سكينة…
أو حكمة…
أو بصيرة من نوعٍ لا تُمنح إلا لمن لمسَ الحُلم بأطراف الروح.
هي لم تندم،
فبعض الحكايات خُلقت لتكون فصولًا لا كُتبًا،
ومضاتٍ لا مواسم،
بعض الحكايات لا تحتاج خاتمة…
يكفي أنها غيّرت مجرى النهر.
كان حبًّا على عُجالةِ النجوم…
لكنّه علّمها أن قلبها سماء،
وأنها قادرة على الإشراق…
حتى بعد انطفاء القمر.
ربما لم يكُنا لبعضِهما،
لكنّهما كانا للحظةٍ شاءت أن تُعيد توازن الكون في داخلهما.
حين عبَرَت النجومُ قلبَها…
أدركت أن الاحتراقَ أحيانًا نوعٌ من الخَلق.