كانت روحي كالزجاج
شظاياها تتناثر في مهب الريح،
كل نفس منك هو ريح عاصفة تهشمني،
وأنتَ، كنتَ السيّاح الذي دخل قصري المتهالك،
فأشعل نيران الغياب في أركانه،
وتركني أرتجف تحت رماده.
أنين قلبي لا يسمعه أحد،
كأنه نهر جافّ يحفر في داخلي مجرى الألم،
أنتَ الغياب الذي طوّقني بلا قرار،
والصمت الذي يصرخ بين ضلوعي.
أذكر حين كنتُ أمشي،
تحت سماء لا تعرف الرحمة،
كل خطوة كانت جرحًا ينزف ظلك،
وكلّ ظلمة كانت تدفن أحلامي حية.
في المرآة، وجدتُ نفسي طيفًا بلا ملامح،
عيناي، بحيرتان من دموعٍ لم تُسكب،
وجسدي، رسالة من رماد،
يتلوها الألم بلا توقف.
أطفأتُ كل الأنوار،
لكن ظلك ظلّ يلاحقني،
في عتمة العين، وفي أحضان الليل الطويل.
هل سبق وأن شعرتَ أن روحك تحترق ببطء؟
كأنك شجرة تحترق بلا نار،
تنكسر أغصانك في صمت،
والريح تسرق منك أوراقك،
ويغطيك الصمت برداً قاتلاً.
كل شيء بعدك صار صدىً قاتم،
حتى ضحكاتي صارت تغني لحن الوداع،
وأنا،
لا أملك سوى أن أبتسم
كي لا يخبر العالم أنني أموت.