فاتنةٌ أنتِ…
قالها وكأن الحروف تُجرُّ من صدره لا من لسانه،
كأنها ليست مجرد كلمة، بل انحناءة قلب،
رجفة يقين، وشبه ارتجاف أمام نورٍ لا يُحتمل.
فاتنةٌ أنتِ… لا لأنكِ تُتقنين الجمال،
بل لأنكِ تُجيدين التخفّي وراءه،
كأنكِ تعرفين متى تُعرّين ضعفكِ ليبدو قوّة،
ومتى تُخفين شغفكِ ليصبح لغزًا يحرق ولا يُقال.
هو لم يركِ بعينه، بل بانتباهه،
ذاك الذي لا يُمنح إلا للندرة،
لمن يُشبهون السطر الأخير في رواية طويلة،
لمن لا يُقال عنهم شيء، لأن كل شيء فيهم يُقال وحده.
فاتنةٌ أنتِ… حين تصمتين ويبدأ الحديث من حولك،
حين تتكلّمين ويصمت الكون،
حين تمرّين في قلبه كما تمرّ العاصفة:
تخرب، وتبعثر، ثم تُزهر بعدك شيئًا لا يُسمّى.
هو لم يحبكِ فقط،
هو انحنى داخله كلما فكّر فيكِ،
ظنّ نفسه أقوى… حتى قرأكِ،
فعرف أن الفتنة ليست في امرأةٍ تُرى،
بل في امرأةٍ تُقرأ… ولا تنتهي.








































