"عن امرأةٍ عاشت كل الميتات… وما زالت هناك"
لم تكن تنتظر معجزة،
كانت فقط تتمنى أن يلاحظ غيابها وهي واقفة.
كل ليلة، كانت تغلق النور بعده،
وتعيد ترتيب الغرفة التي تعبت فيها من البُعد،
وتُطفئ الحزن في قلبها كما تُطفئ الشموع بعد عيدٍ لم يأتِ.
مرت على خذلانٍ تلو خذلان،
كانت تشهق بصمتٍ في كل مرة،
وتعود إلى نفسها كمن يمسح دماء معركة
عن وجهه… ليكمل إعداد العشاء.
لم تسأله: "هل ما زلت تحبني؟"
لأنها تعرف الإجابة،
لكنها كانت تحب أن يتذكر هو،
دون أن تذكّره.
كل ما بقي بينهما
أشياء لا تُقال:
رائحة القميص القديم،
صوت المفاتيح في الباب،
وطبق يُحَب أن يُطهى بطريقة واحدة فقط.
لم ترحل.
رغم أن بداخلها عشر نساء
غادرن ألف مرة.
لم ترحل، لأن العهد في قلبها
كان أصدق من العتاب،
وأقوى من الرحيل.
ولأنها، ببساطة،
لم تُخلق لتكسر بيتًا
بسبب رجلٍ نسي أن يراها.