أنا البحر.
لا كما قرأتموني في القصائد،
ولا كما تغنيتم بي في سهرة رومانسية.
أنا الحقيقة المالحة،
التي تركها الغرقى في منتصف الطريق.
أنا الحطام الذي لم يُنقذ،
والأشرعة التي مزقها الوقت.
لا تطلب مني السكون،
فأنا خلقتُ على صراخ الموج،
لا أعرف الانحناء،
وكل مرة عدتُ فيها إلى شاطئ،
كنت أجرّ معي مدينة من الخيبة.
لا تأتِ إليّ كمخلّص،
أنا لا أحتاج الترميم،
أنا لا أُصلَح.
لكنني، رغم الملوحة والجراح،
أُحب.
بفوضاي،
بمراكبي الغارقة،
بخرائطي الممزقة،
أحب كأن كل غرقٍ هو دعوة للحياة من جديد.
الحطام داخلي ليس ضعفًا،
بل نياشين نجاة.
كل شقّ مرّ منه نور،
وكل شرخ،
صار موطنًا لطائر.
اغفر لي،
حين حمّلتك فوق طاقتك.
حين ظننت أنك ستحملني كما أنا دون أن تغرق.
وسامحني،
كما أسامحني الآن.
إن أحببتني…
فكن مرساة لا تخاف الموج،
كن شاطئًا لا يسأل عن الماضي،
وكن صوتًا يقول:
"حتى هذا البحر… يستحق أن يُحب."








































