وفي هذا المساء، حيث تتناثر أشعة القمر على الهدوء، تتراقص أصداء قلبي بين ترددات الوقت. لا أستطيع إخفاء أصداء تلك اللحظة التي أخطط فيها لرؤيتك، لحظة فيها كل شيء سيكتمل، كما لو أن السماء على موعد مع الأرض، كالعاشقين في ليلٍ طويل.
ها أنتَ، كنتَ الحلم الذي يسكنني منذ الطفولة، ذلك الحلم الذي يمر عبر المسافات والزمن ليعود إليّ الآن، ليُضيء في عينيك، كما يضيء القمر في الليل المظلم. كل ثانية تمر وأنا أقترب منك، كأني أتسلق جبلًا طويلًا، قلبك هو قمة هذا الجبل التي لم أرتقِ إليها بعد، ولكنني أشعر بكل أنفاسك التي تملأ الجو، وكأنها هبات الرياح التي تعبر إلى أعماق روحي.
عندما تلتقي يدانا، ستتوقف كل الأشياء عن الحركه، كما لو أن الزمن نفسه خجل من كثافة اللحظة. وبينما تهمس في أذني بكلماتك الأولى، ستكونين قد ملكتِ كل شيء في هذا الكون، حتى همسات قلبي التي تتسارع لك.
أنتَ.. الحلم الذي أصبح واقعًا، والشوق الذي يروي عطشي في كل لحظة، وكل خطوة أقرب إليك، أشعر أنها أكثر نضجًا وأكثر جمالًا. نحن في لحظة واحدة، حيث تصبح الهمسات أغانٍ لا تُنشد إلا بيننا، والحب لغة يفهمها قلبانا بمرونتهما العميقة.
أنتَ، اللقاء الذي أستحقه، والذي طالما انتظرته، ليكمل قصتي بتفاصيله، ليعزف لنا الزمان لحنًا خالٍ من أي صخب، لحنًا من الحب الخالص.