العلاقات مش بتستمر علشان وجودها بس،
لكن علشان الونس اللي فيها.
الدفا اللي بنرجع له آخر كل يوم…
والقرب اللي بيهون قسوة الأيام، ومرارة الأعباء، وصهد المسؤوليات.
الناس بتفتكر إن الاحتياج الجسدي والعاطفي "كماليات"،
بس الحقيقة؟
دول العمود الفقري للعلاقة.
فيه حاجة في النفس بترتجف لما متلاقيش حد يطبطب،
وفيه حاجة في الجسد بتبرد لما اللمسة تتأخر،
وفيه حاجة في القلب بتموت… لما العلاقة تبقى روتين بلا روح،
جفاف بلا قُرب،
حياة بدون "هئ ومئ".
الصراحة؟
اللي بيهون على الراجل ضغوط الدنيا مش الشغل،
ولا حتى الإنجازات…
لكن حضن بيناديه بلُطف،
صدر بيداريه،
وحده بتفهم إن الرجولة مش دايمًا صوت عالي،
مرات الرجولة بتكون بس محتاجة "تتدلّع".
والست؟
الست اللي طول عمرها بتشيل وتِكفي…
محتاجة حد يشوفها ويقولها:
"إنتي مش لوحدك… إنتي ليا، ومعايا، وتستاهلي تتحب وتتراضي وتتهني."
الاحتياجات مش درجات في النضج،
ولا مقاييس للوعي.
الاحتياجات هي الإنسان في صورته الحقيقية:
جسد بيحتاج حضن،
وقلب بيحتاج حنية،
وروح بتدور على بيت تلجأ له.
والكارثة بتحصل إمتى؟
لما نكبت ده،
نخاف نقوله،
نخجل منه،
فنقعد جنب بعض… وبُعدنا أوسع من البحور.
الصراحة والسلكان مش قلة حياء،
السلكان هو الأمان،
لما الطرفين يعرفوا احتياجات بعض بصدق…
ويختاروا يخدموها بحب… مش بجميل.
افهم اللي قدامك بيهون عليه الحياة بإيه،
واطلب بصراحة اللي بيهون عليك،
وافتكر إنك مش بتمشي من العلاقة لما تزهق،
إنت بتمشي لما مبقاش فيها حاجة تطبطب عليك.
العلاقات مش بتموت مرة واحدة،
العلاقات بتنزف لما يبقى الاحتياج موجود… والصوت ساكت.
لما تبطلوا تطلبوا بعض،
وتقعدوا جنب بعض،
وقلوبكم بردانة…
وأجسامكم مش لاقية حضن.
اللي بيهون الحياة مش التفاهم في المصاريف،
ولا المشاركة في المسؤليات…
اللي بيهونها "الهئ والمئ"،
القرب اللي بيغسل الوحشة،
الدلع اللي بيرجع الروح،
والحنية اللي بتطمن الجسد والقلب سوا.
فـ اسلكوا.
اسأل الطرف التاني:
"عامل معاك إيه في أولوياتك؟"
ولو قالك:
"متكفل بكل احتياجاتي… دعم، حنان، حماية، قرب، سخاء."
يبقى إنتو في علاقة…
مش في عقد اتفاق.وبس
مفيش تعريف ثابت للهئ والمئ، لأنه مش وصفة جاهزة…
الهئ والمئ = لغة حب شخصية، بتتشكل من خلفياتنا، تربيتنا، تجاربنا، وحتى وعينا بذواتنا.
واحدة تشوف الدلع في كلمة حلوة…
وتانية تشوفه في حضن فجأة وهي بتبكي…
وثالثة تكون شايفة إنه مجرد وجوده جنبها وهي ساكتة كفاية.
وفي المقابل،
الراجل اللي متربي على إن "الست المحترمة ما تبينش احتياجها"،
هتكون بالنسباله أي لمحة شوق = جرأة مش مفهومة،
وممكن يخاف أو يحكم أو ينسحب…
مش لأنه مش عايز،
بس لأنه مش فاهم!
والست اللي اتربت على إن "المراة العاقلة بتكبت"،
هتعيش تحاول ترضيه من بعيد،
وتحاول تلمّح،
وتلوم نفسها لما متوصلش…
وتتوجع أكتر لما متتفهمش.
المشكلة الحقيقية مش في ضعف العطاء…
المشكلة في اختلاف القاموس.
وعشان كده بنقول:
السلكان مهم.
مش عشان نقيم بعض،
لكن عشان نترجم لبعض.
يعني:
هو شايف إن الهئ والمئ = جرأة وإقبال وجرعة جسدية معينة.
وهي شايفة إن الهئ والمئ = قرب وونس ولمسة واحتواء قبل أي حاجة جسدية.
وكل واحد فيهم، بيحس إن التاني مش بيحبه كفاية…
مع إنهم، ممكن يكونوا بيموتوا في بعض.
الحل؟
إننا نتكلم… نوضح… نتفق.
مش كل اختلاف في الاستقبال = تقصير في العطاء.
بس كل صمت عن ده = طريق لخذلان لا يقصد أحدهم الآخر فيه.
وآه… التربية بتلعب دور كبير جدًا.
بس في الآخر، إحنا مش لازم نعيش رهينة لنصائح اتقالت بحسن نية في زمن تاني.
الاحتياج مش "قلة أدب"،
والإشباع مش "عيب"،
والحب مش عيب لما يُعاش بوعي واحترام.وعلى سيرة الأمهات…
إحنا بنحبهم، وبنقدّر خوفهم،
وعارفين إن نصايحهم كانت من باب الستر مش الكبت،
بس محتاجين نقولهم حاجة من القلب:
يا أمي،
لما قولتيلي "خليكي محترمة مع جوزك عشان ميخدش عنك فكرة غلط"،
مكنتيش تقصدي إن الحب جريمة،
ولا إن لمستي ليه تُحسب عليّ،
بس اللي فهمته وقتها،
إن مباحش أكون على طبيعتي…
ولا أطلب،
ولا أظهر شوقي،
ولا أحب بصوت عالي.
أنا النهاردة،
بكبر وبفهم،
إن الاحترام مش معناه إننا نبرد،
ولا إننا نخجل من احتياجنا للحب والدفء والقرب.
الزوج مش غريب،
ولا الجسد مكان للخجل…
ده ميثاق، وسكن، ومودة.
علّميني أكون محترمة، آه،
بس كمان علّميني أكون حنونة،
مقبلة،
واعية بنفسي وباحتياجي،
من غير ما أحس إني قليلة…
عشان لما أحب،
أحب وأنا حرة… مش مقيدة بنصايح خافت من الحب بدل ما تحتضنه.